يقول أحد الحكماء: «في هذه الحياة ستصادف نوعيات مختلفة من البشر.. هناك بشر يريدون منك ولا يريدونك انت.. و بشر يريدونك أنت ولا يريدون منك .. وبشر يحبونك حسب مصالحهم أو في أوقات فراغهم . و بشر مصلحتهم في سعادتك و لهذا يتفرغون لمحبتك .. نفس الأحرف و الكلمات تقريبا ولكن ليس نفس النوايا ولا الأفعال ولا النتائج».. فإذا علمت أنواع البشر، اقتربت من الأنسب لك، وابتعدت عن المنافي لذلك.. وحينها ستكسب أهم ما يميز هذه الحياة الدنيا، وهي السكينة والهدوء، وبالتأكيد المودة بين الناس.
فالبشر معادن، وكل يفعل كأصله.. فهناك الذهب والفضة، وللأسف هناك أيضًا الصفيح والنيكل، والدنيا والخبرات والمعاملات تظهر معدن كل شخص.. وحينها عليك أن تستغل الفرصة لتقترب من أهل الذهب وتبتعد عن أهل الصفيح.
نوعيات يجب التقرب منها
إذا أردت عزيزي المسلم، أن تقترب من أحدهم فليكن من أهل الكرم، إذ لا يمكن لكريم ألا يكون موقنًا في الله عز وجل ومحبًا له؟!.. فعن يدنا أبي هريرة رضي الله عنه، قال قيل يا رسول الله من أكرم الناس قال: «أتقاهم قالوا ليس عن هذا نسألك قال فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال فعن معادن العرب تسألوني خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا»، حديث يلخص من تختار لتصاحب، ومن تختار لتثق به، اختر من بين هؤلاء تعش سعيدًا لاشك.
لكن من الناس من لابد أن تحذرهم، قال تعالى: «وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ * وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ» (البقرة: 204 – 205).
خير من ملء الأرض
قد تلتقي يومًا برجل، يغنيك عن الدنيا وما فيها، فهذا الرجل تمسك فيه بيدك وأسنانك، وإياك أن تفرط فيه أبدًا، فقد روى البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي : « أنه مر رجل من فقراء المسلمين على النبي يوما فقال النبي لأصحابه: ( ما تقولون في هذا ؟ ) ، فقالوا : رجل من فقراء المسلمين ، هذا والله حرى إن خطب ألا يزوج ، وإن شفع ألا يشفع ، ثم مر رجل آخر من الأشراف ، فقال : ( ما تقولون في هذا ؟ ) ، قالوا: رجل من أشراف القوم هذا والله حرى إن خطب أن ينكح ، وإن شفع أن يشفع ، فأشار النبي على الرجل الفقير الأول فقال : ( والله هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا).
اقرأ أيضا:
وإن سألوك عن السعادة؟.. قل هذا مفتاحها