كشفت دراسة حديثة عن اختبار سريع لفيروس كورونا المستجد تظهر نتائجه في أقل من ساعتين، ما يتيح بدء العلاج المناسب في وقت مبكر للذين دخلوا المستشفى بسبب ظهور الأعراض عليهم.

ويستخدم الاختبار القياسي، تقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل، أو (PCR)، التي تضخم عينات صغيرة من الحمض النووي من أجل تحديد وجود الفيروس في العينات المأخوذة من أنف أو حلق الشخص المصاب.

قال الباحثون، إن اختبار PCR يتطلب إرسال عينات إلى مختبر مركزي داخل المستشفى للمعالجة، وعادة ما يستغرق أكثر من 20 ساعة لإظهار النتائج.

ويمكن على ضوء الاختبار السريع، عزل المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد في وقت مبكر، مما يقلل من خطر انتقال العدوى إلى المرضى الآخرين والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وفق الدراسة التي نشرتها دورية (The Lancet Respiratory Medicine).

اقرأ أيضا:

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

توصيات الدراسة

وقال مؤلف مشارك في الدراسة، الدكتور تريستان ويليام كلارك، من مستشفى ساوثهامبتون العام في إنجلترا في بيان: "النتائج التي توصلنا إليها هي الأولى التي تشير إلى الفوائد السريرية للاختبار الجزيئي لنقطة الرعاية كوفيد – 19 في المستشفيات، مما يدل على تقليل التأخير وتحركات السرير والوقت في مناطق التقييم، والتي تؤدي جميعها إلى تحسين السيطرة على العدوى".

وأضاف كلارك: "نعتقد أنه يجب دمج (هذه الاختبارات) الجزيئية بشكل عاجل... للحد من انتقال الفيروس التاجي داخل المستشفيات لمنع الموجة التالية من الوباء التي تغمر الخدمات الصحية في جميع أنحاء العالم".

ومنذ بداية الوباء العالمي في مارس، اعتمدت أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم على اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) لعينات المرضى في مختبرات المستشفيات المركزية، وهو نهج دقيق ولكنه أيضًا طويل ومكثف الموارد، وفقًا لكلارك وزملائه.

قال الباحثون إن الوقت الطويل الذي يستغرقه الحصول على نتائج اختبار (PCR) يعني أن المرضى غالبًا ما ينتظرون في غرف تقييم مختلطة ليتم قبولهم في جناح كوفيد – 19 الصحيح أو غير كوفيد، مما يزيد من إمكانية انتقال العدوى.

ومع ذلك، من خلال اختبارات نقطة الرعاية، يتم جمع عينات مسحة الأنف والحنجرة ووضعها في خراطيش صغيرة لتحليلها. على عكس اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، التي تتطلب موظفين مختبرات مدربين تدريبًا خاصًا، يمكن إجراء الاختبار بواسطة العاملين في مجال الرعاية الصحية في غرفة الطوارئ أو منطقة تقييم أخرى.

في الدراسة، قام كلارك وزملاؤه بتقييم منصة اختبار نقاط الرعاية QIA-stat-Dx ، التي تصنعها شركة Qiagen الهولندية، على 1054 بالغًا يعانون من أعراض كوفيد – 19 ويتم تقييمهم في الوحدة الطبية الحادة وقسم الطوارئ في ساوثهامبتون خلال الفترة بين 20 مارس و 29 أبريل.

تم أخذ مسحات الأنف والحنجرة من جميع المرضى واختبارها بحثًا عن عدوى كوفيد – 19، مع تقييم 499 مريضًا باستخدام QIA-stat-Dx، بينما تم تقييم البقية باستخدام اختبار (PCR) فقط.

وقال الباحثون إن جميع نتائج الاختبار تم تأكيدها باستخدام نهج PCR القياسي أيضًا. وأظهرت النتائج أنه من بين الذين تم اختبارهم باستخدام QIA-stat-Dx ، تبين أن 197 ، أو 39 في المائة، كانوا إيجابيين لـ كوفيد – 19، في حين أن 155، أو 28 في المائة، ممن تم تقييمهم بواسطة PCR فقط كانوا إيجابيين للفيروس.

اقرأ أيضا:

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

نتائج أسرع 

وأظهر اختبار نقطة الرعاية النتائج في حوالي 1.7 ساعة في المتوسط، بينما استغرق تقييم PCR حوالي 21.3 ساعة لكل مريض، وفقًا للباحثين.

وقال الباحثون إنه بعد الاختبار، تم نقل المرضى إلى أجنحة نهائية إيجابية أو سلبية، وهي عملية استغرقت ثماني ساعات في مجموعة QIA-stat-Dx و 28.8 ساعة في مجموعة PCR فقط.

مع اختبار السرير، تم نقل ما يقرب من 14 في المائة من المرضى مباشرة إلى الجناح الصحيح على الفور وتجاوز منطقة التقييم، على حد قولهم.

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن اختبار نقطة الرعاية كان دقيقًا بنسبة تزيد عن 99 في المائة في تحديد أولئك المصابين بالفيروس بشكل صحيح.

تم تجنيد معظم المرضى الذين وجد أنهم مصابون بـ كوفيد – 19 في الدراسة في تجربة سريرية منفصلة لتقييم علاجات الفيروس، مع تسجيل أولئك الذين تم تقييمهم باستخدام QIA-stat-Dx في الدراسة الثانية بشكل أسرع بيومين، في المتوسط، من أولئك الذين تم تقييمهم قال الباحثون عن طريق PCR فقط.

وقال كلارك: "يظل تجنيد المرضى في التجارب السريرية أولوية دولية طوال هذا الوباء وهو أمر حيوي لتسريع البحث عن علاجات فعالة".

وأضاف: "هذا صحيح بشكل خاص عندما يبحث الباحثون في إمكانات الأدوية المضادة للفيروسات، والتي يجب إعطاؤها في مراحل المرض المبكرة لتحقيق أكبر فائدة".