محمد كمال إمام ليس داعية بالمعنى العصري لكنه أستاذ علم أجيالا كثيرة، فلقد وهب الله له عقلا راجحا وفكرا متقدا جعله يرى ما لا يبصره الكثيرون من دقائق في فهم أصول الفقه وتخريج الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية.
ظل الرجل طوال عمره يسبح في ميدان الفقه وأصوله حتى كان  له فيه قدم راسخة لفتت إليه أنظار المسلمين في العالم؛ فهو إذا صاحب بصمة خاصة وعلامة مميزة جعلت يتبوأ منزلة خاصة عليه بين علماء عصره الأجلاء.
نشأته :
ولد في إسنا - قنا تابعة ل الأقصر حاليا في 2/4/1946، ومن حينها وقد وهب نفسه للعلم وظل فيه يحصل حتى حصل على ليسانس في الحقوق دور يناير 1969 - جامعة الإسكندرية، ثم  دبلوم الدراسات العليا في الشريعة الإسلامية 1973 بتقدير جيد - جامعة الإسكندرية، ثم  دبلوم الدراسات العليا في القانون العام 1976 بتقدير مقبول - جامعة عين شمس، ثم  الدكتوراه في الحقوق 1982 بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف - جامعة الإسكندرية، ولم يمنعه نشاطه العلمي الأكاديمي من الإسهام في الندوات الثقافية والمؤتمرات العلمية فقدم كثيرا ولا تزال مصنفاته وأبحاثه شاهدة على رسوخ قدمه وعطائه.
نشاط العلمي:
- كان أستاذًا مشاركًا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض على مدى عامين وعضو اللجنة القومية للإصلاح التشريعي.
- ساهم في إعداد العديد من مشروعات القوانين.
- عمل في الإذاعة المصرية إلى أن وصل إلى منصب كبير المذيعين بإذاعة القرآن الكريم ومديرًا للتنفيذ بها.
- له أنشطة في مجال العمل الفكري الإسلامي من خلال إنجاز العديد من الموسوعات الفقهية.
- عمل مديرًا لتحرير مجلة (المسلم المعاصر) على مدى 20 عاما.
- شارك في مؤتمر القمة العالمي لحوار الأديان في نيويورك.
- شارك في الدورتين الأولى والثانية من المؤتمر الدولي للفقه والقانون في إيران.
- زار الدول العربية كلها والعديد من الإسلامية والأوربية وأمريكا في جولات دعوية.
- المشاركة في الهيئة الاستشارية لـ مجلة الفقه المقارن.
- كما شارك في العديد من المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية.
من مؤلفاته:
الوصايا والأوقاف: مقاصد وقواعد.
أصول الحسبة في الإسلام: دراسة تأصيلية مقارنة،
مقدمة لدراسة الفقه الإسلامي.
أصول الفقه الإسلامي.
النظرة الإسلامية للإعلام: محاولة منهجية.
أحكام الأسرة في الإسلام.
تنظير القوة: دراسة في فقه العلاقات الدولة.
الإنسان والدولة: دراسة في فقه تنظيم السياسة.
الدليل الإرشادي إلى مقاصد الشريعة الإسلامية.
وفاة محمد كمال إمام:
وبعد رحلة عطاء واسعة رحبة انتقل الدكتور محمد كمال إمام راضيا مرضيا إلى رحبا ربه  أمس 8 أكتوبر 2020، وقد نعاه مفتي الديار المصرية والأزهر الشريف،
شريحة واسعة من العلماء والأكاديميين والإعلاميين وطلابه.
نعي شيخ الأزهر:
وقد نعاه شيخ الأزهر أمس بكلمات جاء فيها: أن العالِم الراحل لم يدخر جهدًا في خدمة الإسلام والمسلمين، وترك إرثًا كبيرًا في مجال الفقه الإسلامي، وقد فقدنا بموته علمًا من أبرز علماء الشريعة الإسلامية في العصر الحاضر، وستظل كتبه ومؤلفاته -وبخاصة في مجال مقاصد الشريعة الإسلامية- مقصدًا لطلاب العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية حول العالم.