اشتهر التابعي سعيد بن المسيب بالفقه والورع، وعدم الركون إلى السلاطين، أو التزلف لهم لأجل الأموال، حيث لقي بسبب ذلك شدة ومعاناة من قبل ولاة بني أمية، حيث لقب بسيد التابعين لصلابته في دينه وغزارة علمه.
ومن كلامه الجيد ومواعظه البليغة: " ما عجز الشيطان عن شيء إلا أتاه من قبل النساء".
وكان يقول : قد بلغت ثمانين سنة وما شيء أخوف عندي من النساء، وكان بصره قد ذهب.
وقال : إذا أراد الله فضيحة عبد أخرجه من تحت كنفه فبدت للناس عورته.
فضله:
كان يقول : ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد.
وقال سعيد: ما دخل علي وقت الصلاة إلا وقد أخذت أهبتها وأنا إليها مشتاق.
وقال سعيد: ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة، وما نظرت في أقفية الناس منذ خمسين سنة، يعني في صلاة الجماعة.
وحكى عنه معاصروه : صلى سعيد بن المسيب الصبح بوضوء العتمة خمسين سنة.
وقال ابن حرملة: سمعت سعيدا، يقول: لقد حججت أربعين حجة.
وقال عنه آخر : إن نفس سعيد كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذبابة.
وقال سعيد: ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله، ولا أهانت العباد أنفسها بمثل معصية الله، وكفى بالمؤمن نصرة من الله أن يرى عدوه يعمل بمعصية الله.
وكان يكثر أن يقول في مجلسه: اللهم سلّم سلّم.
وقيل لسعيد: ما بال الحجاج بن يوسف لا يبعث إليك ولا يهيجك ولا يؤذيك؟
قال: والله ما أدري غير أنه صلى ذات يوم مع أبيه صلاة فجعل لا يتمم ركوعها ولا سجودها فأخذت كفا من حصباء فحصبته بها، قال الحجاج: فمازلت أحسن الصلاة.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟واقعة غريبة:
وخطب عبد الملك بن مروان بنت سعيد بن المسيب على ابنه حين ولاه العهد فأبى سعيد أن يزوجه فلم يزل عبد الملك يحتال على سعيد حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد وصب عليه جرة ماء وألبسه جبة صوف.
وقال يحيى بن سعيد: مات سعيد بن المسيب وترك ألفين أو ثلاثة آلاف دينار، وقال: ما تركتها إلا لأصون بها ديني وحسبي.
وكان يقول: لا تقولوا مصيحف ولا مسيجد، ما كان لله فهو عظيم حسن جميل.
وعن سعيد بن المسيب، قال: دخلت المسجد في ليلة أضحيان وأظن أني قد أصبحت فإذا الليل على حاله، فقمت أصلي فجلست أدعو، فإذا هاتف يهتف بي خلفي: يا عبد الله قل، قلت: ما أقول؟ قال: قل: اللهم إني أسألك بأنك ملك وما تشاء من أمر يكن.
قال سعيد: فما دعوت بها لشيء قط إلا رأيت نجحه.