قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من بات آمناً في سربه مُعافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدُنيا بحذافيرها ".
فالإنسان مشغول دائما بالعجل، دون أن ينظر في نعم الله التي أسدلها عليه، حيث يعيشها ليلا ونهار، دون أن يتبصر فيها.
1-قال سليمان بن داود لابنه: يا بني، إن من ضيق العيش شراء الخبز من السوق، والنقلة من منزل إلى منزل.
2- قصة عجيبة:
نظر رجل من الزهاد كان في زورق، إلى بناء المأمون وأبوابه فصاح بصوته: واعمراه- إشارة إلى زهد عمر وترف المأمون-.
فسمعه المأمون فدعا به فقال: ما قلت؟ قال: رأيت بناء الأكاسرة فقلت ما سمعت، قال المأمون: أرأيت لو تحوّلت من هذه المدينة إلى إيوان كسرى بالمدائن هل كان لك أن تعيب نزولي هناك؟
قال:لا، قال: فأراك إنما عبت إسرافي في النفقة، قال: نعم، قال: فلو وهبت قيمة هذا البناء لرجل أكنت تعيب ذلك؟
قال: لا، قال: فلو بنى هذا الرجل بما كنت أهب له بناء أكنت تصيح به كما صحت بي؟، قال: لا، قال: فأراك إنما قصدتني لخاصتي في نفسي لا لعلة هي في غيري، ثم قال له: هذا البناء ضرب من مكايدنا نبنيه ونتخذ الجيوش ونعد السلاح والكراع وما بنا إلى أكثره حاجة، فلا تعودن إليّ فتمسك عقوبتي، فإن الحفيظة ربما صرفت ذا الرأي إلى هواه، فاستعمله.
عمران المنازل قبل عصورنا:
1-لما بلغ الفاروق عمر رضي الله عنه أن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه وأصحابه قد بنوا المدر- بيوت حديثة بالنسبة للعرب- قال:قد كنت أكره لكم البنيان بالمدر، فأما إذ قد فعلتم فعرضوا الحيطان، وأطيلوا السمك، وقاربوا بين الخشب.
2- وقيل ليزيد بن المهلب: لم لا تبني بالبصرة دارا؟ فقال: لأني لا أدخلها إلا أميرا أو أسيرا، فإن كنت أسيرا فالسجن داري، وإن كنت أميرا فدار الإمارة داري.
3- وقال: الصواب أن تتخذ الدور بين الماء والسوق، وأن تكون الدور شرقية والبساتين غربية.
4- وقال قائل في الدار: ليكن أول ما تبتاع وآخر ما تبيع.
5- وقال الوزير يحيى بن خالد البرمكي لابنه جعفر حين اختط داره ليبنيها: هي قميصك فإن شئت فوسعه، وإن شئت فضيقه.
6- وأتاه وهو يبني داره التي ببغداد بقرب الدور، وإذا هم يبيضون حيطانها فقال: اعلم أنك تغطي الذهب بالفضة، فقال جعفر: ليس في كل مكان يكون الذهب أنفع من الفضة، ولكن هل ترى عيبا؟ قال: نعم، مخالطتها دور العامة والدهماء.
اقرأ أيضا:
إذا ما أردت أن تكون حليمًا؟ عليك بهذه الحكمة