مرحبًا بك يا صديقتي..
رسالتك مؤلمة للغاية، كل سطورها تضج بالأنين لنفس لا تشعر بالاستحقاق، تعطشت لكل الاحتياجات النفسية والعاطفية حتى القاع، فتورطت فيما زاد عليها الوجع والآلام.
قلت أنك "كبيرة في العمر"، وليس كل كبير منزه عن الخطأ، والوقوع في الورطات والمحرمات، ليس كل كبير يا صديقتي ناضج، ولديه وعي كافي ليحمي نفسه من الانزلاق لما يهين، ويرخص، ويسقط القدر.
لقد تهاونت في حق نفسك، بدافع العطش الشديد للاهتمام، والتقدير، والقبول، والحب، والعطاء، والاحترام، ووقعت في شرك صياد لا أكثر ولا أقل، منحك إشباع مزيف، عبر الانترنت، وورطت نفسك بسبب ذلك في وهم اشباع جنسي، فـالـ "phon sex " ممارسة "شاذة" تعبر عن اضطراب جنسي، لا تسمن ولا تغني من جوع، وكذلك الحال بالنسبة للكاميرا.
وبالطبع لا يقف الأمر عند هذا الحد، فالمخاطر جراء ذلك كثيرة، أبرزها الفضح، والتكرار، والادمان، والغرق في الاضطراب وتشوه النفس، والشخصية، وهكذا الإثم كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم، تخاف أن يطلع عليه الناس، هكذا الإثم لا مكان له تحت الضوء وفي النور، إنما يتم في الظلام فيظلم النفس، ويظلمها.
هذا هو ما حدث!
ظلمت نفسك الغالية يا صديقتي، وكبلتها بأغلال الإثم، وورطت الحب، وبررت لما حدث باسمه، وهو منه براء.
فالحب فرح، ونور، وعدل، وإكرام للنفس، وثقة، ومسئولية، وأمان.
وإذا انتفى كل ذلك، وهو في حالتك منتفيًا، فليس هذا حب بالمرة، ربما هي شهوة، إعجاب، تعلق، رغبة، وكل هذه الأوضاع مرضية.
الحب يتم في "النور"، بلا خوف، ولا خجل، ولا حزن، ولا ندم.
هذا هو التشخيص بكل وضوح وصراحة، قد يكون التصريح بالحقيقة مؤلمًا، لكنه واجبًا، فلا وقت للمزيد من ذبح النفس بسكين إشباع الاحتياجات، لا مكان للتبرير، باسم الحب، بل مكاشفة واضحة وصريحة مع النفس لإنقاذها، وإفاقتها من سكرتها.
أنت بحاجة لغلق صفحة الماضي هذه، بكل صورها وفيديوهاتها، وليلها ونهارها المظلم، فهؤلاء ليسوا رجالًا، ولا رجالك كما وصفت، فالرجولة "مسئولية"، الرجولة" تقدير"، وأنت لم تعيشي شيئًا من ذلك مع أي منهم، ولم يكن أحدهم معك رجلًا، وإنما "وهم" وصورة مزيفة، شخص مستفيد وبدون مقابل باهظ الثمن ولا مكلف بالنسبة له.
الحل أن تتعافي يا صديقتي من الانزلاق إلى الممارسات الجنسية الشاذة، فهي تعمل عمل "المخدرات"، وتحتاج لمساعدة نفسية متخصصة مع طبيبة أو معالجة، إذا أردت لنفسك الخير، والعيش بسلام نفسي، وتصالح مع الذات، واسترداد ذاتك التائهة، الباحثة بنهم عن إشباع احتياجاتها عبر مصادر غير صحية، وغير آمنة، ولا ناجعة.
طلب المساعدة المتخصصة مهم لتتعلمي كيف تتعاملين مع احتياجاتك غير المشبعة، وتحصلين على حقك في تسديدها عبر مصادر آمنة ووفق قنوات مشروعة، تحفظ نفسك، وعرضك، وسمعتك، وتوقف هذا الجموح الهادر الطائش.
طلب المساعدة المتخصصة مهم لتقدري ذاتك، ولا تهينيها عبر علاقات مشوهة، سامة، مزيفة، وتحميها، وتحافظي عليها، وتبعديها عن المخاطر والشبهات والمشوهات.
طلب المساعدة النفسية المتخصصة مهم لتعودي إلى ذاتك، وتعود لك حياتك المتعطلة، المتوقفة، وبشكل أفضل، ونسخة أكثر صحة ووعي وكبران ونضج نفسي.صديقتي..
إن السيارة المتهورة الطائشة ستنقلب حتمًا وستكون النتيجة مروعة إن ظلت هكذا بلا مكابح، وهكذا البشر.
أرجو أن تفكري في هذا الكلام جيدًا، وتسارعي لإنقاذ نفسك، فهي تستحق، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
ابنتي الطفلة تحرشت بها ابنة عمها المراهقة .. ماذا أفعل؟اقرأ أيضا:
أريد الزواج وأخاف منه.. ما الحل؟اقرأ أيضا:
تحرش والدي بي كسر أماني وطمأنينتي.. ما الحل؟