عزيزي المسلم، عليك أن تتعلم أن عزة نفسك أعلى وأهم من أي شيء، فإذا كان من الأهمية بمكان أن تعتدل في كل شيء، إلا عزة نفسك (اطغى).. ففي العزة كل الفخر والإحساس بالحياة، بينما في البعد عنها، كل المهانة وإحساس بالموت أقرب إليك.
لكن كيف الوصول إلى عزة النفس الحقيقية؟.. الله عز وجل حدد المسألة واشترط لها أن تكون مرتبطة به سبحانه وتعالى، فمن ابتغي العزة في الله نالها، بينما من ابتغى العزة في غير ذلك خسر دنيته وآخرته، قال تعالى: « مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ » (فاطر: 10).
العزة هنا
الإسلام وضع معايير محددة لعزة النفس، على كل مسلم أن يبتغيها ويسير على خطاها للوصول لها، بل أن القرآن الكريم حذر من محاولة ابتغاء العزة بعيدًا عن هذا الطريق، لأنه بمنتهى البساطة، الله عز وجل وضع كل العزة بين يديه وفقط، فكيف تبتغيها في غيره، وهي لا يمكن أن تكون موجودة هناك، قال تعالى: « الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا » (النساء: 139)، لذلك جاءت توصيات الله عز وجل لعباده المؤمنين، بضرورة البحث العزة والرفعة بين المسلمين وبعضهم البعض، بينما من يبحث عنها في مكان آخر، فلا يمكن أن يصل لما يريد لأنه فاقد الشيء لا يمكن أبدًا أن يعطيه، قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ » (المائدة: 54).
اقرأ أيضا:
نسمع عن عذاب القبر.. ماذا عن نعيمه؟ماذا لو بحثنا عن العزة في غير مكانها؟
هنا يأتي السؤال الصعب، ماذا لو بحثنا عن العزة في غير مكانها؟.. تكون هنا النهاية لهذه الأمة التي جعلها الله عزيزة به، فإذا بحثت عن العزة في مكان آخر، جاء الله بقوم آخرين يحبهم ويحبونه، هذه هي المعادلة، قال تعالى: « مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ » (فاطر: 10)، فلا يمكن أن تظهر نفسك أمام الناس تبتغي العزة في الله، بينما أنت في الباطن تبتغيها في غيره، فهو يعلم السر وأخفى، وحينها لن تصل إلى مبتغاك أبدًا مهما فعلت..
عزيزي المسلم، افعل الخير، واقترب من الله عز وجل، واصنع المعروف في أهله وغير أهله، وليكن كل مرادك الله ورضائه سبحانه، تكن النتيجة، عزة لا حدود لها في الدنيا والآخرة.