أنا امرأة عمري 55سنة، أرملة منذ 4 سنوات، لا أعمل، تزوجت ابنتي، وسافر ابني، ومن وقتها وأنا أصبحت وحيدة، كثيرة البكاء، والحزن، والصمت، فمع من أتحدث، وكل ما حولي جدران؟!
أنا بائسة وحزينة، وأشعر باقتراب الموت، ما الحل؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي..
أقدر مشاعرك، وأتفهم ما تعانين منه، فالمشكلة يا سيدتي أن النساء يعانين بقسوة من الوحدة أكثر من الرجال في مجتماعاتنا.
ولهذا الواقع أسباب كثيرة، فالرجل استجابته أسرع للتخلص من الوحدة، والاجراءات التي يمكنه اتخاذها أوسع وأكثر، فهو يتخذ قرار بالسفر، الزواج، الخروج للشارع، الجلوس على المقهى، إلخ .. على العكس من النساء بكثير.
أضف لذلك أن النساء يحصرن أدوارهن في "الأم" الراعية، و"الزوجة" الجميلة، وعندما ينتهي دورها كأم ، أو زوجة، تشعر أنها أصبحت لاشيء، بلا أي دور، وهذا خطأ شائع، فادح.
ما الحل إذًا؟!
الحل أن تبحثي عن "أدوارك" الأخرى، الكثيرة في الحياة!
الحل ألا تعتقدي أن الوقت قد فاتك، وأنك قد أصبحت كمًا مهملًا.
ابحثي عن دورك كـ "صديقة"..
دورك كـ "جارة"..
دورك كـ "ابنة" إن كان والديك أو أحدهما على قيد الحياة..
دورك كـ " أخت" إن كان لك أشقاء..
دورك كـ "خالة"..
دورك كـ " عمة"..
دورك القادم كـ "جدة"..
دورك كـ "ناشطة اجتماعية"..
دورك كـ "انسان لديه شغف وهواية"..
دورك كـ "انسان مسئول عن نفسه، صحته، رياضته، عبادته، غذاؤه الصحي، أناقته، جماله"..
مشكلتك يا سيدتي، ومشكلة أغلب النساء هو الاكتفاء بدور واحد أو اثنين، وعند اختفاء هذه الأدوار، يشعرون بالضياع والوحدة، والحقيقة أن الأدوار كثيرة ومهمة وضرورية وموجودة وربما لا يتسع لها الوقت ولا العمر .
هذه بعض الأدوار، نعم "بعض"، اقترحتها عليك، ستجدين بعضها والبعض الآخر ربما لا تجدينه ولو بحثت بحسب ظروفك، وشخصيتك، وتفاصيل حياتك ربما تكتشفين أدوارًا أخرى لم أقترحها عليك..
هيا يا صديقتي، فالحياة بانتظارك.
ودت بكل خير ووعي وسكينة.
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة