أخبار

لمن ارتدت الحجاب في رمضان وخلعته بعده؟.. تعرفي على الحكم الشرعي

هل فكرت يومًا أن تكون في هذه السعادة أمام جميع الخلائق؟!

من أراد راحة البال وطمأنينة القلب فليتعامل مع الله بهذه الطريقة الرائعة

مستوى أهلي المرتفع ماديًا يجعل العرسان يهربون.. ما العمل؟

أفضل ما تدعو به ليرزقك الله توبة نصوحًا

ثق واطمئن..الله يزرقنا ما نحتاج ولا يعطينا ما نتمنى

النبي أخبر ابن عباس بذهاب بصره قبل موته.. لن تتخيل السبب؟!

"هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين".. إذ اشتد الكرب هان.. ومع الضيق يأتي الفرج (الشعراوي)

يقولون المرأة وراء كل مصيبة ويستدلون بأن حواء هي التى أغوت آدم.. فما الصواب؟

٣ وصفات مجربة لإزالة الهم والغم والحزن وتفريج الكروب.. يكشفها عمرو خالد

هل يجوز الاختلاط بين الفتيات والشباب غير المكلفين أثناء تناول الطعام؟

بقلم | عاصم إسماعيل | الخميس 29 اكتوبر 2020 - 09:09 ص

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية من والدة فتاة تقول فيه: "أصرت ابنتي التي تبلغ من العمر أحد عشر عامًا -والتي لم تدرك المحيض بعد- أن أرسل لسيادتكم طالبًا فتوى شرعية في ما تعرضت له بالأمس في مدرستها؛ حيث قامت مجموعة كبيرة من الأولاد والبنات الزملاء في صفها الدراسي وكلهم في مثل عمرها بالتجمع لتناول الطعام حوالي عشرين طالبًا وطالبة، وجاء جلوسها وسط هذه المجموعة بجانب أحد زملائها، فاتهمتها إحدى زميلاتها بأنها ترتكب حرامًا؛ بأن سمحت لنفسها بالجلوس بجانب أحد الزملاء وبينهما فاصل يقارب النصف متر حسب وصفها في وسط هذا الحشد الكبير لتناول الطعام.

أثر ذلك الاتهام في نفس ابنتي تأثيرًا شديدًا، وهي التي نرشدها منذ صغرها إلى الحلال والحرام، حتى ولو لم يكن مطلوبًا منها بعد حتى تعتاد عليه، وهي تجتهد حقا للالتزام به في كل أمورها وتفتخر بذلك، وبأنها تنسب لسيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم؛ لذلك أجد من حقها أن أرسل راجيًا سيادتكم إفادتنا بفتوى شرعية في هذا الأمر حتى تهدأ نفوس الأختين هي وصديقتها في أسرع وقت إن شاء الله. ولسيادتكم جزيل الشكر والامتنان". 


وأجابت دار الإفتاء بأن الذي "عليه عمل المسلمين سلفًا وخلفًا أن مجرد وجود النساء مع الرجال في مكان واحد ليس حرامًا في ذاته، وأن الحرمة إنما هي فيما إذا كانت الهيئة الاجتماعية مخالفة للشرع الشريف؛ كأن يكون الاجتماع على منكر أو لمنكر، أو يكون فيه خلوة محرَّمة؛ وهي أن ينفرد الرجل مع المرأة في مكان بحيث لا يمكن الدخول عليهما. ونص أهل العلم على أن الاختلاط المحرم في ذاته إنما هو التلاصق والتلامس لا مجرد اجتماع الرجال مع النساء في مكان واحد".

وأضافت: "وعليه فتناول النساء للطعام مع الرجال أمر جائز شرعًا طالما كان في إطار الآداب الشرعية المرعية، وحفاظ النساء على لباسهن الشرعي، وطالما أنه لا تلاصق بين الجنسين، ولا خروج عن التعامل أو الكلام بالمعروف، فإذا حصل ذلك بين البنات والبنين غير المكلفين فهو أدعى للجواز، مع الحرص على تعريفهم بالآداب الشرعية وتعويدهم على التأدب بآداب الإسلام".

أدلة الجواز 


واستشهدت الدار بما ورد في "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه في قصة أبي طَلحةَ الأنصاري في إطعامه الضيف: أنهما جعلا يُرِيانِه أنهما يأكلان، فباتا طاويَين، وفي رواية ابن أبي الدنيا في قِرى الضيف من حديث أنس رضي الله عنه ما ظاهره أنهم اجتمعوا للأكل مِن طَبَق واحد؛ فقد جاء في هذه الرواية: أن الرجل قال لزوجته: أَثرِدِي هذا القُرصَ وآدِمِيه بسَمنٍ ثم قَرِّبيه، وأمُري الخادمَ يُطفِئ السراجَ، وجَعَلَت تَتَلَمَّظُ هي وهو حتى رأى الضيفُ أنهما يأكلان.

ولذلك قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث: [هذا الحديث مشتمل على فوائد كثيرة. ومنها الاحتيال في إكرام الضيف إذا كان يمتنع منه رفقًا بأهل المنزل؛ لقوله: أطفئي السراج وأريه أنا نأكل؛ فإنه لو رأى قلة الطعام، وأنهما لا يأكلان معه لامتنع من الأكل. وقد قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك: «قد عَجِبَ اللهُ مِن صَنِيعِكما بضَيفِكما اللَّيلةَ»، ونزل فيهما قولُه تعالى: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: 9] اهـ بتصرف.


وأخرج الإمام البخاري في "الأدب المُفرَد" والنَّسائي في "السنن الكبرى" وابن أبي حاتم في "التفسير" وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كنتُ آكُلُ مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم طعامًا في قَعب، فمَرّ عمرُ فدعاه فأكل، فأصابت أصبعُه أصبعي، فقال عمرُ: أوه، لو أُطاعُ فِيكُنَّ ما رَأَتكُنَّ عَينٌ، فنزلت آية الحجاب". وصححه الحافظ السيوطي في "الدر المنثور".

قال القاضي عِياض: [فَرضُ الحِجاب مما اختُصَّ به أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فهو فرض عليهن بلا خلاف في الوجه والكفين] اهـ.

مشاركة المرأة الرجل في الحياة العامة


وكانت المرأة المسلمة تشارك الرجال في الحياة الاجتماعية العامة مع التزامها بلبسها الشرعي ومحافظتها على حدود الإسلام وآدابه؛ حتى إن من النساء الصحابيات من تولت الحِسبة، ومن ذلك ما رواه الطبراني في المعجم الكبير بسندٍ رجالُه ثقات عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم قال: رأيت سمراء بنت نهيك وكانت قد أدركت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها درع غليظ وخمار غليظ بيدها سَوط تؤدب الناس وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. وعلى ذلك فلا يَسَع أحدًا أن يُنكِر هذا الواقعَ الثابتَ في السنة النبوية الشريفة والتأريخ الإسلامي، ولا يصح جعل التقاليد والعادات الموروثة في زمان أو مكان معين حاكمةً على الدِّين والشرع، بل الشرع يعلو ولا يُعلى عليه، ولا يجوز لمن سلك طريقة في الورع أن يُلزِم الناسَ بها أو يحملهم عليها أو يشدد ويضيِّق فيما جعل الله لهم فيه يُسرًا وسعة.

وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فتناول النساء للطعام مع الرجال أمر جائز شرعًا طالما كان في إطار الآداب الشرعية المرعية، وحفاظ النساء على لباسهن الشرعي، وطالما أنه لا تلاصق بين الجنسين، ولا خروج عن التعامل أو الكلام بالمعروف، فإذا حصل ذلك بين البنات والبنين غير المكلفين فهو أدعى للجواز، مع الحرص على تعريفهم بالآداب الشرعية وتعويدهم على التأدب بآداب الإسلام ليألفوها إذا بلغوا.

الكلمات المفتاحية

الاختلاط أثناء تناول الطعام مشاركة المرأة الرجل في الحياة العامة الاختلاط بين الفتيات والشباب غير المكلفين أثناء تناول الطعام

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية من والدة فتاة تقول فيه: "أصرت ابنتي التي تبلغ من العمر أحد عشر عامًا -والتي لم تدرك المحيض بعد- أن أرسل لسيادتكم طالب