تعامل الإسلام مع الخمر جاء بشكل متدرج حيث لم يحرمها في الأيام ولا السنوات الأولي للبعثة بشكل كلي انما اقتصر التحريم في أول الأمر علي علي الحديث عن اثامها التي تفوق منافعها دون حسم الموقف منها مرروا بمرحلة عدم الاقتراب منها في وقت الصلاة مع الاستمرار في تحذير المسلمين من خطرها علي العقل وهيبة الإنسان وماله حتي جاءت الآيات القرآنية وحرمت الخمر بشكل تام
ففي يوم من الأيام ذهب مجموعة من الصحابة وفي مقدمتهم عمر بن الخطاب و معاذ بن جبل رضي الله عنهما ، راحوا للنبي لسؤاله صلي الله عليه وسلم عن حكم الخمر وقالوله :"يا رسول الله أفتنا في الخمر والميسر فإنهما مذهبة للعقل ومسلبة للمال" فأنزل الله آية ٢١٩ من سورة البقرة كرد على سؤال الصحابة في حكم الخمر حيث قال تعالى :"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا
وعندما استمع الصحابة للاية الكريمة ، انقسموا فريقين ،فريق رأي إنها أثم كبير فمنعوا نفسهم من شُربها خالص ، وفريق أستمر في شُربها عادي لإن فيها منافع لدرجة إنهم كانوا يشربونها بشكل اعتيادي الإ في مواعيد الصلاة دون |أن يثير هذا سخصاو احد او معارضته لعدم وجود نص صريح يحرمها تناولها
هذا الوضع استمر لمدة طويلة حتي دخل أحد الصحابة مسجدا بالمدينة وهو متأثر بشرب الخمر وصلى بالناس إماما ؛ لكنه أخطأ خلال الصلاة عندما قرأ سورة الكافرون خصوصا عند قول الله :"يا أيها الكافرون لا أعبدُ ما تعبدون " فقالها :"يا أيها الكافرون أعبدُ ماتعبدون " ونسي "لا" دون أن يعبأ كونه واقع تجت تأثيرها
وفي هذه الساعات العصيبة أنزل الله آية ٤٣ من سورة النساء لتحريم الصلاة في وقت السُكر فقال تعالى :"يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمْ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ
الصحابة وعموم المسلمين ساعتها كذلك انقسموا كذلك لفريقين الأول تجنبها بشكل كلي معلقين :"لا خير في شئ يحول بيننا وبين الصلاة " وفريق ثان استمر في شربها في أوقات غير أوقات الصلاة ،مستجبين لأمر الله بعدم الاقتراب من الخمر عند بلوغ وقت الصلاة لعدم وجود نص صريح بتحريمها :
وفي نفسالسياق استمر هذا الوضع حتي اقام الصحابي عتبان بن مالك رضي الله عنه وليمة حضرها مجموعة من المسلمين ، شربوا الخمر ولعبت برأسهم ، ما لبيثوا أن بدأوا يتفاخرون ويتكبرون على بعض بنسبهُم وأهلهم عن طريق أبيات الشعر ،حدثت مناوشات بينهم وصلت أخبارها إلي النبي صلي الله عليه وسلم بحضور سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي ما أن وصلت انباء شجار المسلمين حتي دعى الله وقال :"اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا"
وهنا أنزل الله تعالى على النبي آية٩٠و ٩١ من سورة المائدة في حكم واضح للخمر فقال تعالى :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ"
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها سيدنا أنس ن مالك تحدث عن اللحظات التي تلت تحريم الخمر بشكل كامل قائلا : :"إن الصحابة لما سمعوا الآية خرجوا من بيوتهم بالآنية المليئة بالخمر حيث دلقوها على الأرض ، ومنهم من كسر الإناء ومنهم اللي غسله بالماء والطين ، لدرجة إن أرض المدينة بقت لونها لون الخمر ورائحتها رائحة الخمر"لفترة ليست بالقصيرة