لاشك أن جميعنا دون استثناء يتمنى لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو للحظة واحدة، لكن بما أننا من الذي أحبهم ولا يروه، فعلينا أن نبحث في صفاته، الصفات الخلقية لكي نسير عليها أولا، ثم الصفات الجسدية، لكي نتخيله وكأننا بين يديه عليه الصلاة والسلام.
لكن عليك عزيزي المسلم، أن نبيك الأكرم صلى الله عليه وسلم، ليس له مثيل من البشر، وكأنه ملك يمشي على الأرض، ولكن في قالب بشري، فعن محمد بن عمار بن ياسر قال: قلت للربيع بنت معوذ: «صِفي لي رسول الله قالت: يا بني، لو رأيته رأيت الشمس طالعة.. وقالوا في وصفه صلى الله عليه وسلم: «ما رأيت أحدًا في حلة حمراء مرجلاً أحسن منه، كأن الشمس تجري في وجهه، وإذا ضحك يتلألأ في الجد، وأجمل الناس من بعيد، وأحسنه من قريب، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه».
النبي يصف نفسه
تخيل أنك حينما يطلب منك أن تصف نفسك، لاشك أنك ستأتي بأفضل الصفات وتلزقها بنفسك، أما خير الآنام صلى الله عليه وسلم، حينما يصف نفسه فتراه يقول: «هو عبد يأكل كما يأكل العبد»، هكذا وصف نفسه تواضعًا وهو سيد الخلق وأشرفهم وأعظمهم وأكرمهم.
انظر كيف هو يصف نفسه، وهو من هو؟.. وعنه يقول جابر بن سمرة رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان - أي ليلة مضيئة مقمرة - وعليه حلة حمراء فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو عندي أحسن من القمر، بينما تحدث سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض كأنما صيغ من فضة رجل الشعر.
صفاته التي نريدها
الصفات الجسدية للنبي الأكرم صلى الله لو ظللنا نتحدث عنها سنوات، لا يمكن أن نصل للحقيقة لأنه لاشك أجمل من كل الصفات، ويكفيه أن الله تعالى أثنى عليه وعدد محاسنه فقال عزو جل: « لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ » (التوبة: 128).
لذلك علينا أن نتوقف أكثر أمام أخلاقه صلى الله عليه وسلم، وهي التي نحتاج إليها بشدة هذه الأيام، فتراه يقول عن نفسه: «إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة للعالمين»، وكان من شمائل حضرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام أنه ما خُير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثمًا.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها