استهل الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد حديثه في حلقة جديدة من حلقات دروس قصة سيدنا يوسف عليه السلام  على قناته الرسمية بموقع يوتيوب بقوله: فكرة اليوم عن التقاط فرص الحياة التي يجب أن نتعلمها من سيدنا يوسف عليه السلام.

وتابع قائلًا: احفظ معي الفكرة لأنها تفرق كثير مع أي شخص يريد أن ينجح في حياته ومن يريد أن يحقق تقدم في الرزق وفي فرص النجاح وفي معترك الحياة بشكل عام ولكل الناس رجال ونساء ، شباب وفتيات فهي فكرة جميلة جدا.

فمثلًا إذا كانت سرعتك في الحياة سرعة 20 بينما الفرص تمر أمامك بسرعة 30 و40 فإنك لن ترى الفرص لأن سرعتك بطيئة فلا ترى الفرص رغم أنها مناسبة لك ومعنى أن فرصتك بطيئة يعني انك لا تسعى على رزقك بالقدر المطلوب.. فلو أن عندك موهبة كنت لحقت الفرصة.. ولو أخدت كورس دراسي معين كنت لحقت الفرصة أيضًا من زمان، ولكن اذا كانت سرعتك بطيئة فلن ترى الفرصة ولن تسمعها لأنها تطرق بابك بطرقات خفيفة.

وأضاف الداعية الإسلامي: فلو أن سرعتك 40 فسوف ترى كل الفرص الأقل من 40 لأنك عليت سرعتك ولديك رادار مناسب يلتقط هذه الفرص، فلو تعلمت هذه الحرفة وأخذت الكورس الفلاني وسافرت واحتكيت بأصحاب خبرات فإن سرعتك قد تصل إلى 100 وسيكون لديك رادار واسع وبذلك تستطيع كل الفرص التي تمر أمامك وهذا اسمه فن التقاط الفرص في الحياة.

فرص التعلم واكتساب المهارات

وتابع الدكتور عمرو خالد قائلًا: هذا هو ما فعله سيدنا يوسف، فكان في البداية طفل صغير وأبوه لديه علم تأويل الأحاديث الذي توارثته هذه العائلة من سيدنا إبراهيم عليه السلام ثم سيدنا إسحاق عليه السلام ولذلك قال سيدنا يعقوب عليه السلام لابنه يوسف ( وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما اتمها من قبل على أبويك إبراهيم وإسحاق)، وبالفعل تعلم سيدنا يوسف عليه السلام علم تأويل الأحاديث من أبيه يعقوب عليه السلام.

ولذلك لما جاءت الفرصة وهي تأويل رؤيا الملك في مصر التقطها سيدنا يوسف وقام بتفسير الرؤيا للملك وأدرك انه سوف تحدث مجاعة في مصر، واستطاع نبي الله يوسف تعلم تأويل وتفسير الرؤى وهو طفل صغير لم يكمل العاشرة من عمره، فلا تتأخر عن اكتساب مهارة ستنفعك حين تتاح الفرصة لاستغلالها، فسيدنا يوسف استفاد من هذه المهارة أول مرة عندما قام بتفسير رؤيا صاحبيه في السجن ثم في تفسير رؤيا الملك، ولكن شباب اليوم كثيرون منهم يتركون فرص تعلم المهارات من آبائهم فتضيع عليهم العديد من فرص الحياة.

قبل أن تندب حظك

وأوضح الداعية الإسلامي أن سيدنا يوسف عليه السلام التقط الفرصة مرة أخرى عندما ذهب للملك وقال له اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم، فمن أين أتى سيدنا يوسف بهذا العلم الذي يستطيع به أن يطعم الشرق الأوسط كله؟.. لقد تعلمه في بيت عزيز مصر طوال أكثر من 10 سنوات فلم يستسلم لأحزانه ووقوعه في الرق والعبودية، ولكنه أخذ يتعلم من عزيز مصر كيف يدار الاقتصاد.

واختتم الدكتور عمرو خالد حديثه قائلًا: قبل أن تندب حظك في الحياة وتقول يا رب لماذا لا اعرف أن أعيش ولا أجد فرصة يجب عليك أن تزود همتك لأن الله رحيم وكريم وخزائنه واسعة ولكن يريد من عبده أن يتحرك.. تتحرك تجد الفرص تفتح أمامك وتفتح لك الأبواب، وحينها تدرك لماذا أنزل الله سورة يوسف لنتعلم منها لأنها سورة مليئة بالكنوز ولتتعلم من سيدنا يوسف كيف تمسك الفرص وتنتهزها وتفوز بها ..فالقرآن يعلمنا كيف ننجح في الدنيا وليس في الآخرة فقط.

اقرأ أيضا:

اقرأ أيضا: