عزيزي المسلم، أحياناً ما تضطرك الظروف أن تقوم بدور ليس دورك .. وأن تعوض أدوار ناس آخرين .. نعم الحِمل يكون تقيلا جدًا وبزيادة .. لكنه يجعلك تعي جيدًا أن هذا لاشك تكريم لك .. لأن الله عز وجل لو لم يكن يرى أنك تستحق هذا التكريم لم يكن وكلك أمره من البداية!
إذن هو قانون الله عز وجل في ملكه، تأكيدًا لقوله تعالى: « لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ »، فطالما كلفك إذن هذا هو وسعك .. لكن قد يسأل أحدهم: لو كان هذا وسعي لماذا إذن لا أستطيع حمله أو الاستمرار فيه؟
اكتشاف قدراتك الحقيقية
لو لم تستطع أن تستمر في حمل هذا الأمر، رغم أن الله عز وجل كتبه عليك، فاعلم يقينًا أنك مازلت لم تكتشف قدراتك الحقيقية بعد.. أو موجودة لكنك تهدرها وتشتتها سريعًا..
هناك أمور متعددة من أهمها: رفضك النفسي لهذا الدور، أو شعورك باللوم وبأنك ضحية، أو صعبان عليك نفسك، أو مركز مع من ورطك هذه الورطة وفقط !
لكن لو وجهت طاقتك بشكل صحيح، وتعاملت مع الفكرة على أنها تكليف وتكريم .. ستنظر للموضوع بمنظور آخر تمامًا .. واعلم يقينًا أن نقص الأنفس إنما هو ابتلاء، تأكيدًا لقوله تعالى : «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَ(الْأَنفُسِ ) وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ».
وما ذلك إلا لأن الله عزو جل يثق تمامًا ويعلم جيدًا في أنك تقدر وتستطيع.. لذا عزيزي المسلم استقوى بالله واستعن به، واستغنى به أيضًا.. واعلم أنك لا تحمل هذا الحمل وحدك.. وإنما الله معك.. صدق كل ذلك بقلبك، وردد دائمًا: «حسبي الله ونعم الوكيل .. ولا حول ولا قوة إلا بالله».
اقرأ أيضا:
أعمال نحسبها حلالاً لكنها كانت في عهد النبي من "الموبقات"هكذا تستقوى بالله
قد يسأل أحدهم، وكيف استقوى بالله عز وجل؟، والإجابة ببساطة، بالثقة في الله تعالى، فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام، يلقى في النار، ويأتيه سيدنا جبريل عليه السلام، ويدعوه لمساعدته فيرفض سيدنا إبراهيم، ويقول: منك فلا.. أي أنه ليس بحاجة إلا لله، فتكون النتيجة تدخل إلهي بأن جعل النار بردًا وسلاما على سيدنا إبراهيم، وهذه هي عظيم الثقة في الله تعالى، قال سبحانه وتعالى: «قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ » (الأنبياء: 69)، وهذه أم نبي الله موسى عليه السلام تلقي بابنها في النهر، وهي تعلم يقينًا أن الله لن يخذلها فكانت النتيجة تفوق كل خيال البشر، أن أنقذه الله بل وجعل فرعون نفسه يربيه في بيته، قال تعالى: «وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ » (القصص: 7)، فلا تبتأس وثق في نفسك وفي الله عز وجل، ستحمل كل الأحمال وتمر كل الأيام عليك بمنتهى الطمأنينة.