فقد تضمن سؤالك عدة أمور, وسيكون الجواب في النقاط التالية:
1ـ العادة السرية محرمة, ولهذا أضرار, ومفاسد كبيرة. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يرشد الشباب إلى الاستمناء (العادة السرية)، ولو كان خيرًا؛ لأرشد إليه، وإنما أرشد إلى الزواج، أو الصوم، فقال: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء. أي: وقاية من الزنى. أخرجه البخاري، ومسلم.
ولقد قرر الأطباء أن ممارسة العادة السرية، تؤدي إلى أضرار بدنية، ونفسية، فهي تستنفد قوى البدن، وتسبب الاكتئاب، وتشغل فاعلها عن الواجبات، وقد تقوده إلى ارتكاب الفواحش، فكثير من الرجال يصاب بالضعف الجنسي؛ بسبب هذه العادة ويظهر ذلك جليًّا عند الزواج، بل إن الكثير ممن اعتادوا ذلك، لم يفلحوا في الزواج، فوقع الطلاق.
ومنهم من استمر في هذه الممارسة بعد الزواج، وبعد إنجاب الأطفال، ولا يزال يبحث عن طريق الخلاص.
أما الفتاة، فقد تزول (بكارتها) بفعلها، كما يقول الأطباء.
وإذا كانت تمارس العادة السرية بصورة مستمرة متكررة، ولمدة طويلة، وتعيش في خيالاتها خاصة، فإن قدرتها على الاستمتاع بعد الزواج، يمكن أن تتأثر، فلا تشعر بما تشعر به الفتيات، اللاتي لا يمارسن تلك العادة، ولا يرين متعة فيها، وهذا ما يعرف بالإدمان، وهو من أخطر الأمور، قال الشيخ مصطفى الزرقا -رحمه الله-: وما كان مضرًّا طبيًّا، فهو محظور شرعًا، وهذا محل اتفاق بين الفقهاء.
2ـ إذا ترتب على العادة السرية خروج مني, فالواجب عليكِ الاغتسال مع القدرة عليه. فإن عجزت عن الغسل لأجل خوف مرض مثلا, أو لعدم الماء فإنك تنتقلين للتيمم, ولا يجوز لك ترك الصلاة على كل حال.
3ـ بخصوص قولك: "وليست لدي ملابس" فهذا ليس بعذر للصلاة, فعلى افتراض أنك لم تجدي ثوبا أصلا, فإنك تصلين على حالك، ولو لم تجدي إلا ثوبا متنجسًا مثلا فإنك تصلين به,، مع الأخذ في الاعتبار أن الصحيح أن المني طاهر.
4ـ الصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام, ولا يجوز التهاون بها, ولا تركها. بل إن من ترك صلاة واجبة عمدًا حتى يخرج وقتها، يعتبر كافرا عند بعض العلماء.
5ـ يجب عليك قضاء الصلاة التي فاتت عليك. وقد ذكرنا كيفية قضاء الفوائت الكثيرة.
6ـ الخوف من الكفر بعضه ممدوح, وبعضه مذموم، فكل مسلم يجب عليه أن يخاف الكفر ويحذره، ويبتعد عن أسبابه وموجباته ما أمكنه، وهذا الخوف لا بد أن يكون خوفا صحيا يجعله أكثر تحرزا وتيقظا من الكفر وشعبه، وأكثر اجتهادا في الحرص على نقيضه وهو الإيمان وشعبه.
فيجتهد في طاعة الله تعالى، متوكلا عليه، سائلا إياه أن يجنبه الفتن، ويعصمه من سوء الخاتمة، غير أن هذا الخوف لا ينبغي أن يصل إلى حد الخوف المَرَضي المقعد عن العبادة، والسعي في مصالح الدنيا؛ فإن الله لا يرضى هذا ولا يحبه.
وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- أخوف الناس من الله تعالى، وأشدهم حذرا من شعب الكفر والنفاق، وخوفا من أن يتلبسوا بشيء من ذلك، وكانوا مع هذا أكمل الناس سعيا في طلب الآخرة، وحرصا على التقدم في أعمال البر، وجمعا بين السعي في مصالح الدين والدنيا. والائتساء بهم هو الذي يليق بالمسلم الحريص على ما ينفعه، متبعا قول النبي صلى الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. رواه مسلم.
ومن ثم، فنحن ننصحك بالتيقظ والخوف من الكفر وشعبه، لكن لا يصل بك هذا الخوف إلى الخوف المرضي المقعد المثبط؛ فإن هذا من الشيطان، بل وازن بين الخوف والرجاء، وأحسن ظنك بالله وعلق قلبك به، وابذل وسعك في طاعته، واهتم بدراستك وسائر مصالح دنياك، وسر إلى الله تعالى بين جناحي الخوف والرجاء، فترجو رحمته سبحانه، وتخاف عذابه جل وعلا، ولا يستبدن بك اليأس والقنوط، فإنه داء عضال، كما قال تعالى: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر:56}، وقال: إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}.
اقرأ أيضا:
ما حكم التصرف في مال الأم المصابة بالزهايمر؟اقرأ أيضا:
الرد على من يزعمون أن الإسلام أنصف الرجل على المرأة؟