عزيزي المسلم، حينما ترى النعمة التي تنقصك لدى غيرك.. هل تدري كيف تتصرف؟.. وهل تعلم كيف تشعر حينها؟..
صدقًا عليك أن تطمئن جيدًا بأن هناك إله قادر -إن أراد- أن يمنحك هذا النقص ويعوضك كل شيء، فقط في حرفين، (كن) فيكون الأمر مهما كان.
إذن حينما ترى النعمة التي تنقصك لدى غيرك .. فإن هذه من الأمور التي تطمئنك جدًا، وليس من الأمور التي تثير غضبك أو حقدك أو حسدك، ولا تقول نحن بشر، لأن خالق البشر لم يخلقهم على الحقد والكره، وإنما الأساس في الخلق هو الرضا والشكر، وليس الكفران.. كل الفكرة أنه سبحانه لا يريد لك هذا الأمر لأسباب لا يعلمها سواه، أو لأنه يؤخرها أيضًا لأسباب لا يعلمها سواه، ولكن في الوقت المناسب لاشك سيمحنك ما تريد، فما عليك إلا الصبر والانتظار، والثقة في الله عز وجل.
فإذا وصلت إلى هذه المرحلة، أن ترى ما تريده لدى غيرك، فلا تستعجل، واصبر وكن على ثقة بأن ما أصابك ما كان ليخطئك، وما أخطأك ما كان ليصيبك أبدًا، لأننا ندور في فلك الله عز وجل، ولا أحد منا يستطيع تغيير ذلك، إلا بثقة كافية في الله عز وجل.
إذن اهدأ تمامًا واستسلم فقط لما يصيبك وارضى به .. فإن رضيت كنت أكثر سعادة ممن نال ما ينقصك، لأن الرضا مفتاح السعادة الأبدية.. وفي ذلك تقول الروائية الأمريكية إليزابيث جيلبرت: «عند نقطة معينة عليك أن تستسلم وتجلس ساكنا وتترك الرضى يأتي إليك »..
لكن ماذا لو انفعلت وغضبت، هل سيغير ذلك من الأمر شيئًا، بالتأكيد لا، لأن أمورك بيد الله، وهو فقط من يستطيع تغييرها، وما عليك إلا الصبر والانتظار والثقة واليقين فيه سبحانه.
عزيزي المسلم، أساس العلاقة بين العبد وربه، هي أن تحفظ الله يحفظك، لا أن تتعنت وتغضب، وتتصور أنك بذلك ستصل إلى ما تريد، وليس بحقدك أو حسدك لما في يد غيرك، سيرزقك الله هذا الأمر، وإنما بالصبر والرضا تنال أكبر من ذلك، فعن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : « يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».