ذكر القرآن الكريم ما أوتيه كليم الرحمن موسى عليه السلام من المعجزات والعطايا الربانية، ومنها انفجار الماء له بعد ضربه الحجر بعصاه.
وكما أوتي موسى عليه الصلاة والسلام، نبع الماء من الحجر، فقد وقع ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم وزاد بنبعه من بين الأصابع الشريفة.
تفجر الماء وتظليل الغمام
يقول الإمام أبو نعيم وهو أعجب، فإن نبعه من الحجر متعارف معهود، وأما بين اللحم والدم فلم يعهد، وأوتي تظليل الغمام.
وأوتي كليم الرحمن موسى عليه السلام، العصا، قال أبو نعيم ونظيرها لنبينا صلى الله عليه وسلم حنين الجذع ونظيرها في قلبها ثعبانا في قصة الفحل الذي رآه أبو جهل.
كما أوتي اليد ونظيرها النور الذي جعله آية للصحابي الطفيل بن عامر الدوسي، فصار في وجهه، ثم خاف أن يكون مُثْلة، فتحول إلى سوطه.
وأوتي انفلاق البحر، وقد تقدم نظيره في الإسراء أن البحر الذي بين السماء والأرض انفلق له وجاوزه، وأوتي المن والسلوى، ودعا موسى على قومه بالطوفان والجراد، والقمل، والضفادع، والدم.
قال أبو نعيم: ونظيره دعاؤه صلى الله عليه وسلم على قومه بالسنين.
اقرأ أيضا:
تعلم من "أيوب".. أغاظ الشيطان بالصبر على البلاء فكان هذا الجزاء وقال موسى: وعجلت إليك رب لترضى [طه 84] وقال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم: ولسوف يعطيك ربك فترضى [الضحى 5] فلنولينك قبلة ترضاها [البقرة 144].
وقال الله تعالى لموسى: وألقيت عليك محبة مني [طه 39] وقال في حق محمد صلى الله عليه وسلم: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" [آل عمران 31].
قال ابن عقيل وأعظم من ذلك قوله لموسى:واصطنعتك لنفسي [طه 41] وقوله لنبينا صلى الله عليه وسلم: "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله" [الفتح 10] .
كما أعطى يوسف من الحسن ما فاق به الأنبياء والمرسلين بل والخلق أجمعين، ونبينا صلى الله عليه وسلم أوتي من الجمال ما لم يؤته أحد، ولم يؤت يوسف إلا شطر الحسن، وأوتي نبينا صلى الله عليه وسلم الحسن جميعه.
قال أبو نعيم ويوسف: ابتلي بفراقه عن أبويه وعن بيته، وعن وطنه، ونبينا صلى الله عليه وسلم فارق الأهل والعشيرة والأحبة والوطن مهاجرا إلى الله تعالى.