خصّ الله أنبيائه بخصائص فوق البشر، تكريما لمقامهم وإجلال لما أرسلوا به، ومن ذلك:
عدم جواز الاحتلام عليهم على الصواب فإنه من تلاعب الشيطان، حيث روى الطبراني عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال:
«ما احتلم نبي قط وإنما الاحتلام من الشيطان»، كما أن الأرض لا تأكل لحومهم.
وخص الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- أنهم لا يتثاءبون كما رواه البخاري في تاريخه الكبير.
كما خص نبينا صلى الله عليه وسلم بأن نسبه لا ينقطع، حيث روى الإمام البيهقي عن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- أنه خطب إلى علي أم كلثوم فتزوجها فأتى عمر المهاجرين فقال: ألا تهنئوني بأم كلثوم ابنة فاطمة.. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببي ونسبي»..فأحببت أن يكون بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب ونسب.
وعن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري».

اقرأ أيضا:

إذا كان هناك من يتقين بصدق النبي فماذا الذي دفعه لعدم الإيمان به؟ (الشعراوي يجيب)

كما خصّ صلى الله عليه وسلم أنه كان لا ينزل عليه الذباب، وبأن القمل لم يكن يؤذيه تعظيما.
يقول الإمام الصاحي : وقد يكون هناك إشكال على ذلك ما روي عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بشرا من البشر يفلّي ثوبه ويحلب شاته: بأن من لوازم التفالي وجود شيء يؤذيه في الجملة إما قملا أو برغوثا ونحو ذلك.
قال الحضري ويحتمل أن يكون التفلي لاستقذار وجوده ولو لم يحصل منه أذى في حقه صلى الله عليه وسلم لأن وجوده في الثوب والبدن مستقذر.
كما ولد صلى الله عليه وسلم مختونا ومقطوع السرة، حيث روى عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من كرامتي على ربي أني ولدت مختونا ولم ير أحد سوأتي» .
وعن ابن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال:«ولد النبي صلى الله عليه وسلم مختونا مسرورا وأعجب ذلك عبد المطلب وحظي عنده» . وقال: «ليكونن لابني هذا شأن، فكان له شأن» .