الأدب مع الله تعالى من الأمور التي يجب علي كل مسلم الوصول إليها وهذا لا يتحقق الإ بمجموعة من الشروط منها ي توحيدَ الله وتعظيمه، وطاعة أوامره ونواهيه، والحياء منه، وكذلك التصديق بكلِّ ما أخبر الله تعالى به مِن أمور الغيب وحُسن الخُلق مع الله تعالى والرضا بقضائه التوجُّه إلى الله سبحانه بالدعاء
وكذلك من أفضل مظاهر الأدب مع الله الرضا بما قسمهُ الله والتسليم بما أجراهُ اللهُ سبحانه وتعالى عليك فى الكون. ولذلك إذا أردت الدعاء وأردت الالتجاء فافعل ذلك عبادة وليس تشوفا للدنيا، واسأل الله سبحانه وتعالى من خيرى الدنيا والآخرة، فهو مالك السماوات والأرض، ومالك الدنيا ومالك الآخرة، ومالك يوم الدين سبحانه وتعالى. فالالتجاء إلى الله وحده ولا يكون مقصودك إلا الله.
والدعاء إِمَّا أنْ يستجيب لك فيه فورا، وإما أن يؤجله فيستجيب بعد مدة، وإما أن يدخره لك عبادة وثوابا يوم القيامة. إذن الدعاء خيرٌ كله، اسْتُجِيبَ أَوْ لَمْ يُسْتَجَب، لأنك لا تدرى أين الخير؟ ولا تدرى الغيب؟ ولا تدرى ما هو أصلح لك؟. الذى يعلمُ ذَلِكَ كُلَّهُ هو الله سبحانه وتعالى لا إله إلا هو ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إذن عليك إذا ما دَعَوْتَ الله تدعوهُ عبادةً، لا تدعوه سبحانه وتعالى تشوفاً وطلباً للدنيا، إنما ادعوه عبادة وسيدنا النبى ﷺ يقول : {الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ} فى حديث أبى هريرة - رضي الله عنه - وهذا حديث صحيح أخرجه الأربعة. وفى حديث آخر أقل صحة لكنه صحيح أيضاً لكنه أقل سنداً يقول : {الدُّعَاءُ مُخُ الْعِبَادَةُ}، هل ترون الفرق؟ "الدعاء مخ العبادة" يعنى أنه أعلى شئ فى العبادة، أما "الدعاء هو العبادة" يعنى أن الصلاة دعاء، والزكاة دعاء، والحج دعاء، والصيام دعاء. الدعاء هو العبادة أى حقيقة العبادة هذه الصلة التى بينك وبين الله تعالى.
الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء تطرق لقضية الأدب مع الله مشيرا إلي الأدب مع الله تعالى يقتضى الفهم ؛ أنك إذا دعوت فادع عبادة. وذلك يعنى ألا تجعل قلبك متعلقاً بالمطلوب. ادعه وكأنك تقول يا رب افعل لى كذا كذا بإرادتك وقوتك وحولك متى شئت وأنّى شئت وكيف شئت. اللهم إن لم يكن بك عَلَىّ غضب فلا أبالى. "فانظر كلام سيد المرسلين مع ربه". فهو يعلمنا الأدب، فأول شئ الدعاء عبادة.
اقرأ أيضا:
يوم الجمعة هدية ربانية.. احرص فيه على هذه الأمور