مرحبًا بك يا صديقتي ..
أقدر مشاعرك يا ابنتي، فمشاعر الرفض مؤلمة للغاية، لكنك لابد أن تعرفي في البداية وقبل أن نتحدث معًا أن "الرفض" يخص صاحبه!
نعم ، تفهمي هذه القاعدة جيدًا، الرفض يخص صاحبه، ولا يخصك أنت، والرفض ليس لذاتك، أو لشخصك، وإنما لأن هذا الشخص لديه شروط، مواصفات، سمات، يريدها، ولا يريد المختلف عنها، وهذا أيضًا يخصه ولا يخصك، ولا يعني أن ما لديه صفات أو شروط وعدم انطباقها عليك يعيبك في شيء.
في أمور الزواج يا ابنتي لابد من التفكير بثقة في النفس، ثقة في رزق الله لك، رضى بالتوقيت المناسب الذي سيرل الله فيه الرزق، سعيك وعملك على الأخذ بالأسباب في العناية بنفسك، نفسيًا أولًا، والاهتمام بالتأهل النفسي لهذه المرحلة، وتحدياتها، وصعوباتها، وهكذا.
أما تتركي هذا كله، وتفرغين نفسك وتشغلينها بالمقارنات، والحزن، والبكاء، فهذا خذلان منك لنفسك لابد أن تقلعي عنه فورًا، وطريقة تعامل غير صحية ولا سليمة مع الواقع.
يا ابنتي..
إن كونك لم تتناغمين بعد أو تنسجمين مع أحدهم، ليس نهاية العالم، ولا هؤلاء آخر الرجال أو الشباب، لابد أن توقني وتدركي أن خزائن الله ملآى بالرجال.
وأخيرًا، لا تقارني أبدًا نفسك بأي أحد كائنًا من كان يا ابنتي سوى نفسك، حتى تتقدمي بالفعل، وتطوري نفسك، وتصبحين النسخة الأفضل منها، فأنت نسيج وحدك، بمميزاتك وعيوبك، اقبلي نفسك، وغيري ما يمكنك تغييره للأفضل، وقدري ذاتك فهي تستحق التقدير والاحترام والحب وستجذبين بذلك من يحبك ويقدرك ويحترمك، فما لم تقدميه أنت أولًا لنفسك لن تحصلي عليه من الآخرين.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟