جميع الرجال ربما في العالم أجمع، حينما يتحدث عن الرجولة، تراه يشد في صدره، و(ينفخ أوداجه)، ويتحدث كما لو كان يستطيع أن يهد الجبل من قوته ورفعة صوته، لذلك لهؤلاء نقول: ليست هكذا هي الرجولة الحقيقية، ولا هي تلك الرجولة التي جسدها الإسلام.. فالرجولة أمر آخر لابد للجميع أن يتعلمه جيدًا.
فالإسلام عرف الرجولة بأنها هي:
- إكرام الضيف.
- العفو والصفح.
- الإحسان إلى الغير.
- كف الأذى.
- إصلاح ذات البين.
- رد المظالم.
- تبسمك في وجه أخيك.
- المشي في قضاء حاجات الناس.
وكل واحد منا يستطيع أن يضيف من عنده أي خصلة يراها لازمة للرجولة الحقيقية، لكن بالتأكيد بعيدًا عن المهاترات والتمثيل والتقليد.. لأنها لا تمت للرجولة بصلة من الأساس.
معالم الرجولة
للأسف بينما نعيش في عالم ربما غابت عنه معالم الرجولة، بات علينا كمسلمين أن نعود إلى ديننا الحنيف، لكني نتعلم المعنى الحقيقي للرجولة، وقد يتصور البعض أن الرجولة تأتي من (الرجل) أي (الذكر)، وللأسف بات في زماننا هذا نساء يفقن الرجال (رجولة) في أخلاقهن وتصرفاتهن، ومعاملاتهن مع النساء، كما أن هناك (رجال) يفقن النساء (نسوة) في تصرفاتهم ومواقفهم.. إذن ليس بالذكورة وحدها تأتي (المرجلة)، في الحديث النبوي الشريف عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم «لعن المترجلات من النساء»، كما لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، إذن ليكن الرجل رجلا في مواقفه، ولتكن النساء سيدات لكن (رجالا) في مواقفهم ومعاملاتهن.
اقرأ أيضا:
أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنةالمسئولية
الرجولة في الإسلام، تعني المسئولية، وليس نوع الجنس، فترى القرآن الكريم يحتفي بعض النسوة، مثل مرين ابنة عمران عليها السلام، ويعظم دورها في مواجهة اليهود، كما يحتفي بامرأة فرعون، ورغم جبروت زوجها إلا أن موقفها يحتسب من أجل وأعظم الأعمال، وما يثبت ذلك أن ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم، قال تعالى: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» ( التحريم 11).
أيضًا المسئولية في إيصال الرسالة وتحمل كل المشاق في سبيل ذلك، كما قال الله تعالى: « وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ » (الأنبياء: 7)، ومن معاني الرجولة أيضًا صدق الرجل فيما عاهد عليه، قال تعالى: « مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ » (الأحزاب: 23)، فلينظر أحدنا لنفسه ليرى كيف هو يطبق هذه الأفعال، وكم هو معدل رجولته قبل أن يتحدث عن (الرجولة).