موجبات المغفرة هي الوسائل التي يلجأ إليها العبد المؤمن للحصول علي مغفرة ربه ونيل عفوه وصفحه عن كل الذنوب التي اقترفها في حله وترحله وحركاته وسكناته فالمؤمن بدون هذه الوسائل يبتعد عن تأمين هذه المغفرة وصولا للفوز بجنة عرضها السماوات والأرض

ومن أهمِّ موجبات المغفرة وأجمعِها هو طلبُ المغفرة من الله بالاستغفار وفي ذلك يقول تعالى "وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" ويقول تعالى "وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) والقرآن دلَّ على أنّ من استغفر الله تائباً وعازماً على ترك الإصرار على المعصية

موجبات المغفرة وبناء المجتمع البشري

ومن موجبات المغفرة كذلك أن  نشارك في بناء المجتمع البشري، وأن نشارك في عمارة الكون؛ بعبادة الله وتزكية النفس أن تشارك في بناء مجتمعك ،وأن تصبر على بلاء الناس ،وأن تبني وأن تعمر لا أن تدمر أن تخلص ذلك لله رب العالمين إنما الأعمال بالنيات

ولعل من أبرز  موجبات المغفرة : أن تطلبها وأن تلتمسها في الدعاء "اللهم اغفر لي ، اللهم اغفر لي ،اللهم اغفر لي"، وأن تلتمسها وأن تبحث عن الأزمان التي يستجيب الله فيها الدعاء ؛فالله يستجيب الدعاء عند فطر الصائم وفي دبر كل صلاة وفي السحر في ثلث الليل الأخير .

اظهار أخبار متعلقة

الأمر لا يتعلق فقط بالتماس موجبات المغفرة بحسب الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق ولكن الأمر يتعلق كذلك بالمكان  الذي يستجيب فيه الدعاء وتلتمسه : كالكعبة عند النظر إليها أو عند باب الملتزم؛ لأنه قد اُلتزمَ فيه استجابة الدعاء، أو في حجر إسماعيل تحت الميزاب، أو عند مقام المصطفى ﷺ . أماكن مباركة طيبة طاهرة طهرها الله - سبحانه وتعالى - ظاهرًا وباطنًا وجعلها محل نظره سبحانه ولذلك فيها استجابة دعاء

أفضل الأماكن لالتماس موجبات المغفرة 

ولأهمية  المكان والبقعة المباركة التي يجب أن يتوجه فيها العبدة المسلم لربه وكذلك للزمان  فقد وصي النبي صلي الله عليه وسلم  السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ إنها لو صادفت ليلة القدر ووافقتها فإنها تقول [اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة]، وهذا ما يستوجب العبد إلي ربه في هذا التوقيت المبارك العفو، المغفرة، التجاوز، المسامحة، وهذا من جوامع الدعاء لأنه يشمل كل مقتضيات الاستغفار، { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}

ومن المهم هنا الإشارة إلي مناقب المغفرة فهي توفر للمؤمن الستر الجميل في الدنيا والآخرة، المغفرة تخفف الحساب، المغفرة توجب ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، [سبعة يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله]، عندما جمعوا الصفات هذه وجدوها نحو تسعين صفة في السُنة ؛جمعهم (الشيخ الزرقاني) في شرحه على (الموطأ)، تجدهم في الأحاديث يقولوا أنهم سبعة، ولكن لأن فضل الله واسع وجدناهم تسعين، ومنهم المستغفر المشتغل بالاستغفار ،إذًا فعليك أن تنتهز الفرصة أنك عبد لرب كريم رحيم بدأك فقال بسم الله الرحمن الرحيم.

اقرأ أيضا:

نسمع عن عذاب القبر.. ماذا عن نعيمه؟

 بل أن تداعيات المغفرة لا تقتصر علي الدنيا فقط بل تمتد اليالأخرة ففي الدنيا تسهم المغفرة في  توسيع الأرزاق والستر ، أما في الآخرة تخفف عنك الحساب والعذاب ،وتجعلك في ظل الرحمن