مرحبًا بك يا صديقي..
سعدت لمعرفتك بجانب من جوانب تميزك وقدراتك بالنسبة لمهارة اصلاح الكمبيوترات وببراعة بحسب وصفك، ثم حزنت لحكمك على نفسك بأنك "فاشل"!
ليس من حق نفسك عليك يا صديقي الحكم عليها، ولا وصفها بهكذا صفات محبطة، فضلًا عن أنها أحكام ليست حقيقية بل خاطئة تمامًا.
فالانطوائية لو أنها من سمات شخصيتك فهي ليست وصمة ولا عيبًا ولا فشلًا، على العكس، هناك ايجابيات للانطوائية يمكنك الاستفادة منها وسلبيات من الممكن الشغل عليها لتخفيف آثارها غير المرغوبة على مسيرة حياتك حتى التخلص منها، الأمر بسيط.
ولو أنك خجول، فهذه أيضًا لها علاج، وطريقة تعامل صحية للتخلص منها، وفي كل الأحوال أنت وأنا وجميع الناس محتاجون إلى "القبول" لنفسهم، بعيوبها ومميزاتها، واحسان استغلال المميزات وابرازها والعمل على تخفيف حدة العيوب وآثارها السلبية والتخلص منها، المهم أن "نقبل" و"نعرف" أنفسنا، وفي كل الأحوال نحترمها ونقدرها.
القبول والمعرفة والاختمام والتقدير والاحترام، هي حقوق أنفسنا علينا يا صديقي.
أنت انتهيت من أحمال ثقال واجتزتها، "الدراسة الجامعية"،" الخدمة العسكرية"، خطوات في رحلة حياتك كرجل تكون عادة حائلًا بين انطلاق الشباب للعمل والخطو في مسارهم المستقبلي، ومن يجتز هذه كلها يمتلك قدرات ومهارات رائعة، فاستمتع بشخصيتك التي تستحق الفخر يا صديقي، وثق بنفسك، ولا تعطلها بسجنها في سجن الأحكام.أما مرضك النفسي فأنت لم تفصح عن نوعه واسمه وتفاصيله ومنذ متى أصبت به ومنذ متي تتلقى علاجًا له.
المرض النفسي يا صديقي كما المرض الجسدي، مقعد، معطل، محبط، يفقدك لذة كل شيء في الحياة وصولًا للحياة نفسها، وهو أيضًا كما المرض الجسدي يتطلب وقتًا للتعافي منه، وهو مثل المرض الجسدي عندما لا يتم لنا الشفاء عبر علاج وصفه طبيب نذهب لآخر أكثر مهارة، ولا نستسلم.
استشر يا صديقي طبيبًا آخر أمهر، لتتأكد من صحة تشخيصك السابق من عدمه، واعتن بنفسك، ولا تيأس أبدًا من روح الله، ودمت بخير ووعي وسكينة.