أمر الله عباده بغض البصر والتعفف وعدم التركيز والنظر بتمعن إلي المحرمات أو ما يغضب الله وركز القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة علي توجيه عباده بكف البصر عن كل ما يغضب الله بشكل يدعو لطرح تساؤل مفاده لماذا ركزت الأدبيات الإسلامية علي الدعوة إلي غض البطر وليس غض النظر بشكل يدفعنا للبحث حثيثا عن الفروق اللغوية والشرعية بين البصر والنظر .
- فلغة النظر هو التحديق والتقليب في حدقة العين لإدراك الصُّور وبه تبدأ مرحلة الإبصار، فهو أول مراتب الإبصار أما الإبصار فهو إدراك أشباح الصور ورموزها وانعكاساتها مع تحليل العصب البصري، فهو حاسّة الرؤية الواضحة للأشياء ناهيك عن الرُّؤية والتي تتمثل في الصورة الحقيقيّة لما مرّت به مراحل النظر ومن بعدها البصر فالأمر يبدأ بالنظر ثم يتبعه البصر وينتهي بالرؤية..
طبعا الفارق بين النظر والبصر والرؤية كان واضحا وبقوة في الأمر الألهي بغض البصر وليس غض النظر بل وسمح لنا بالنظرة الاولى وهو ما ظهر بقوة في الأية الكريمة وتراهم ينظرون إليك وهم لايبصرون سورة الأعراف
الأية الكريمة في سورة الأعراف توضح الفروق بين البصر والنظر فالنظر هو رؤية الأشياء بدون استخدام العقل وبالتالي عدم الإحاطه بالمرئي وهذا يحدث كثيرا فترى شخصا ما ولو سألك أحد عن تفاصيل معينة في ملابسه فلا تستطيع إدراكها .
في هذا السياق يجدر بنا الإشارة إلي أن البصر وهو رؤية يستخدم فيها العقل وبتركيز للإحاطة الكاملة بما تراه أي أنك حين تبصر الشئ فأنك ترسم صورة مكتملة الأركان عنه لذا كانت حكمة الشارع الكريم حين طالبنا بغض البصر ولم يطلب غض النظر فالله تعالي لم يحرم التعامل مع المرأة الأجنبية في شئون الحياة اليومية من بيع وشراء بالنظر فقط وليس الإبصار حتى لا تقع أعيننا علي ما يغضب الله.
لذا جاء الأمر الألهي بشكل جازم "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" وهو ما يبدو واضحا كذلك في أن أسماء الله الحسني تضمنت اسم الله البصير وليس الناظر :
وهو ما يتكرر بشكل واضح في الأية الكريمة "إنه كان بعباده خبيرا بصيرا" فالبصر أقوى وأعمق وأشمل من النظر وهو ما يوضح مدى دقه نظم كلمات القران:
ولكن الأمر يأخذ بعد أكثر إثارة عندما يأمرنا الله في مواضع أخري بالنظر لا البصر حيث يقول في الآيات الثلاث أفلا ينظرون إلى الإبل و أفلا ينظرون الى السماء فلينظر الإنسان مما خلق في كل هذه الآيات أستخدم النظر لان هذه الآيات معجزه ولا يستطيع أحد الاحاطه بها والإلمام بمكوناتها فالنظر هنا أولى من البصر