شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيّاد في فعاليات المؤتمر العلمي الدولي والذي عقده مركز نور سلطان بدولة كازخستان عبر الإنترنت لتطوير الحوار بين الأديان والحضارات بعنوان: "العولمة والدين والحوار".
وقال الأمين العام خلال كلمته التي ألقاها في المؤتمر، إن هذا المؤتمر جاء في وقته، خصوصًا وأننا نعيش في عصر مليء بالصراعات الأيدولوجية والخلافات المذهبية والتباينات المتزايدة يومًا بعد يوم، وبات العالم أجمع سيما عالمنا الإسلامي يعيش في إتهام دائم وحكم مستمر بأنه هو من صنع الإرهاب، وقام عليه ويحتضنه بدعواته العنيفة والشاذة، كما أن موضع الحوار أصبح ضرورة ملحة لا ينفك الواقع عنه، فالعالم بأسره في حاجة إلى تبني هذه الثقافة أعني ثقافة الحوار تلك الثقافة التي تصحح الأخطاء وتبين الأغلاط وتكشف الزيف وتدحض الاتهام.
أضاف عيّاد أن هذا الموضوع يأتي في حينه كذلك لأنه وإن كان ضرورة أملاها الواقع فإنه بالنسبة لعالمنا الإسلامي أكثر ضرورة وأشد حاجة خصوصًا مع الاتهامات التي وُجّهت إلى حضارتنا وثقافتنا بل وعقيدتنا خصوصًا وإننا كمسلمين أحوج ما نكون إلى هذه الثقافة كوسيلة مُثلى لمد جسور التواصل بين أتباع الأديان وأصحاب المذاهب ليتحقق الالتقاء والتفاهم حول القضايا الخلافية فضلًا عن تبرئة الإسلام مما ألصق به وقيل عنه وعن أتباعه.
أوضح الأمين العام أن اختلاف الناس في الأديان والعقائد سنة إلهية قدرها الله –تعالى- وقضاها لحكم عظيمة، فالتباين سنة كونية وحقيقة واقعية وهذا وذاك يتطلب وجود الحوار، خصوصًا وأن الحوار لا يتطلب أو يشترط التطابق التام في كل أدواره وجميع مراحله، فحينما تتعدد المرجعيات المعرفية وتتباين التصورات الثقافية، وتختلف الرؤى السياسية وتتنوع التجارب العملية وتتفاوت الاتجاهات المذهبية وتتزايد النظريات والأدوات والوسائل المعرفية كل هذا يؤكد ضرورة الحوار وشدة الحاجة إليه بغية استهداف الفهم والتفاهم وإيجاد مساحة مشتركة للتعاون والتعارف والتعامل.
كما أكد عيّاد على ضرورة الحوار ولكن ليس ثمة أي حوار بل الحوار الذي ينطلق من إقرار التباين والاختلاف والتنوع إذ من المستحيل نفي كل هذه الأمور أو صهر كل الآراء والمعتقدات والمذاهب في بوتقة واحدة وتحويلها إلى وفاق مطلق هذا لا يقول به عاقل ولا يقبله عقل، حيث نجد أن شريعتنا الغرّاء أشارت إلى الحوار ودوره مع الآخر بل إن من بين الأسس التي قامت عليها هذه الحضارة هو احترام الآخر والانفتاح عليه والتعامل معه والإقبال عليه والتكامل معه وكل هذا لا يتحقق إلا بالحوار ومن خلاله.
أشار الأمين العام إلى أن الحوار فريضة إسلامية وضرورة بشرية، فالحوار في الرؤية الإسلامية ينبع من إيمان المسلم بأن التعددية في الشرائع والملل وفي الأقوام وعند الشعوب والقبائل والحضارات هو سنة إلهية كونية- ولن تجد لسنة الله تبديلًا ولن تجد لسنة الله تحويلًا- وعلى هذا فلابد من الحوار بين الفرقاء والمتنافرين خصوصًا في عالم اختفت حدوده وتوارت حواجزه ولم يعد مجال لتقسيماته فقد هيأت الوسائل الحديثة خلاف ذلك وتجاوزته وقفزت عليه، فأصبح كقرية صغيرة بل أشد من ذلك، حيث اتخذ الإسلام من اللحظة الأولى ولا يزال متخذًا من الحوار بابًا لدعوته وأسلوبًا لتبليغها وعنوانًا لمنهجه ومصدرًا لاعترافه بالآخرين.
اقرأ أيضا:
لسخط الله تعالى علامات.. تعرف عليها وختم عياد بالتأكيد على الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف من خلال إمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب –سلمه الله ورعاه- الذي اتخذ في سبيل تحقيق الحوار خطوات عملية تؤسس للتلاقي بين بني الإنسان، من أجل إرساء قواعد للعيش المشترك من خلال حوار بناء يقوم على البحث عن المشتركات الإنسانية، ويسعى لاحترام الكرامة الإنسانية ويهدف للقضاء على النزاعات المسلحة، ويعمل على إخفاء معاني الكره والكراهية