عزيزي المسلم، اجتهد لتصل إلى تعريف صادق وواضح لنفسك، ثم حافظ عليه ما استطعت سبيلا.. ولنساعدك : قل مثلًا إنك إنسان له كرامة.. هذه وحدها - على بساطة عبارتها - عزيزة المنال، لكنك قد تجدها في ماسح أحذية لا يتصل وجهه بنظر أحد، وقد يفتقر إليها شخص ذو منصب أو جاه يشار إليه بالبنان، فحاذر!.
عزيزي المسلم، كيف لا تصلي، ثم تتصور أنك على حق، والله عز وجل شدد على أن الصلاة هي الفارقة في حياة المسلمين، بل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من أن الابتعاد عن الصلاة ربما فيه خروج من الدين، فقال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة).. كن واضحًا وعد إلى الله فورًا وبلا أي تردد، أيضًا كيف تكون أخلاقك على غير ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تقول إنك على حق.. إن كنت تريد أن تحشر معه عليه الصلاة والسلام فاعلم، أنه جاء ليكمل مكارم الأخلاق قبل أي شيء.
الطريق إلى الوضوح
إذن لكي تصل إلى الوضوح الكامل لشخصيتك، عليك أن تقف أولا على ما ينقصك، أو ما أنت مقصرًا فيه، ثم تراجع نفسك، وتعترف بأخطائك، فهذا ليس عيبًا على الإطلاق، فكلنا خطائون، لكن أخيرنا لاشك التوابون كما بين المصطفى صلى الله عليه وسلم، بل أن أبينا آدم عليه السلام، أخطأ، إلا أنه لم يلبث أن اعترف بخطأه، فعاد إلى الله عز وجل وتاب، فكانت النتيجة أن تاب الله عليه.. إذن كل الطرق مفتوحة لك إلى الجنة، والتوبة لا يمكن أن يغلقها الله أمام أحد مهما فعل، فقط بيدك القرار.. لا تتردد وأسرع وعد.. لتكون بداية وضوح شخصيتك، ومن ثم نجاحك.. فلا يمكن أن تتخطى هذه المرحلة الشائكة دون أن تقف مع نفسك قليلا بمنتهى الصدق والوضوح.
اقرأ أيضا:
6 آداب على الزوج مراعاتها مع زوجته.. وإلا تحولت حياتهما جحيمًاأساس النجاح
إذا وقفت على أخطائك، اعلم يقينًا أنك بدأت طريق النجاح، لأنك ستدرك ما يفوتك، وما تريده، وحينها تحدد هدفك في الحياة، ومن ثم للآخرة، وستسير متوكلا على الله عز وجل، وحينها لا يمكن أن يضيعك الله، فكيف بك تأتيه معترفًا بذنبك، وهو يخذلك؟.. إنه لا يخذل عباده المؤمنون أبدًا، وهو الذي قال على لسان نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم: «أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه، وإن تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا، وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة».