كثيرة هي مبررات اللصوص في تبرير ما يفعلون، بل قد تلتقي يومًا أحدهم، يقنعك بأن ما يفعله صحيح، وفي أحد الأفلام العربية، ترى اللص يتحدث عن أنه لا يسرق سوى الأغنياء، ثم يقول: (إنهم يستحقون السرقة، فضلاً عن أن سرقتهم لن تضرهم في كثير، لأنهم يملكون المال الوفير)..
بل الأصعب أن ترى أحدهم يسرق أو يتاجر في المخدرات ثم يخرج صدقة، وحينما تسأله يقول لك، الله غفور رحيم،، ويقبل التوبة عن الجميع، ولعل هذه الصدقة تكفر ذنبه، لكن الحقيقة أن هذا ليس له أي علاقة بالشرع من قريب أو بعيد، فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا، والسرقة محرمة مهما كانت دوافعها.
هل تجيد الحساب؟
يروى أن الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه، رأى رجلا يسرق تفاحة، ثم تصدق بها.. فقال له: ما لك أراك تسرق، وتتصدق بما سرقت؟.. فقال الرجل: أسرق فتكتب سيئة، وأتصدق فتكتب بعشرة حسنات.. يتبقى منها تسع.. ألا تعرف الحساب؟.. فرد عليه أبو حنيفة: «تسرق فتكتب سيئة، وتتصدق بها فلا تقبل لأن الله طيب يحب كل طيب، فتتبقى لك السيئة إن كنت تجيد الحساب».
وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، تطهر الصدقة قبل أن تضعها في يد السائل، وحينما سئلت عن ذلك، قال: «إن الصدقة تنزل في يد الله قبل السائل، وأحب أن تكون صدقتي ذو رائحة طيبة»، انظر كيف كانوا يفكرون، وكيف أنت تفكر الآن؟.
الطيب يحب الطيب
عزيزي المسلم، الله طيب، يحب كل طيب، ولا يقبل إلا طيبًا، فكيف بك تأخذ ما ليس لك به حق، وتمنحه لغيرك، ثم تتصور أن الله يقبله، الأمر جلل، وعليك أن تراجع نفسك فورًا.
عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله عز وجل أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: « يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا » (المؤمنون: 51).
وأيضًا سبحانه وتعالى: « يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ » (البقرة: 172)، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له؟».