توصلت دراسة إلى أن نوعين من الشاي يمكن أن يساعدا النساء اللواتي يعانين من أعراض متلازمة تكيس المبايض، بالإضافة إلى فوائد صحية أخرى.
وقدمت المراجعة العلمية الجديدة - بعنوان "مراجعة سردية حول الإجراءات الميكانيكية والفوائد الصحية المحتملة لشاي النعناع والنعناع الأخضر" – أدلة دامغة على أن شاي النعناع الأخضر قد يساعد في إعادة توازن الهرمونات الأنثوية.
قالت الدكتورة إيما ديربيشاير، المؤلفة المشاركة في المراجعة التي أعدتها اللجنة الاستشارية للشاي: "يُصنع شاي النعناع من أوراق نبات "مينتال سبيكاتا"، وهو نوع من النعناع. يتميز بنكهة منعشة وحلوة قليلاً، ويُستخدم عادةً لخصائصه المهدئة.
المركبات النشطة الرئيسة في شاي النعناع هي المنثول، والفلافونويدات - مثل اللوتيولين - وحمض الروزمارينيك. تُعرف هذه المركبات بفوائدها المتعددة الفينول، بما في ذلك المساعدة في مكافحة الأمراض اليومية الضارة التي قد تؤثر على صحتنا وعافيتنا، إلى جانب خصائصها المضادة للالتهابات والميكروبات.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي النعناع الأخضر على مركبات أخرى تُضفي عليه نكهته ورائحته المميزة. كما تُعزز هذه المركبات صحة الجهاز الهضمي، وتُساعد في تخفيف الغثيان، وتقليل التوتر، وتحسين الصحة العامة.
غالبًا ما يرتبط شاي النعناع بتنظيم نمو شعر الوجه - المعروف أحيانًا باسم الشعرانية - وخاصةً لدى النساء. وينشأ هذا الارتباط بشكل أساسي من تأثيره على مستويات الهرمونات.
فوائد شاي النعناع
وفقًا للدارسة: "على وجه الخصوص، ثبت أن شاي النعناع له تأثيرات مضادة للأندروجين، وهذا يعني أنه يمكن أن يقلل من مستويات الأندروجينات - الهرمونات الذكرية مثل التستوستيرون - في الجسم، والتي يشار إليها أحيانًا باسم الخصائص المضادة للأندروجين".
يمكن أن تؤدي المستويات العالية من الأندروجينات إلى أعراض مثل نمو شعر الوجه المفرط، وهي حالة تُعرف باسم كثرة الشعر، وهي شائعة لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض. وقد استكشفت العديد من الدراسات قدرة النعناع على خفض مستويات هرمون التستوستيرون، مما قد يفسر تأثيره على نمو شعر الوجه، بحسب صحيفة "إكسبريس".
سلطت الدكتورة إيما ديربيشاير، الضوء على دراسة محددة : "أجرى الباحثون تجربة استمرت خمسة أيام على نساء مصابات بمتلازمة تكيس المبايض ونساء يعانين من شعر زائد في الوجه لسبب غير معروف. طُلب من النساء شرب كوب واحد (250 مل) من شاي النعناع مرتين يوميًا خلال المرحلة الجريبية، أو النصف الأول من دورتهن الشهرية".
وأضافت: "بعد خمسة أيام، لاحظ الباحثون انخفاضًا ملحوظًا في مستويات هرمون التستوستيرون لدى النساء. بخفض مستوى التستوستيرون، يُمكن لشاي النعناع أن يُقلل من تحفيز بصيلات الشعر، مما يُؤدي إلى انخفاض نمو شعر الوجه غير المرغوب فيه".
الشاي والهرمونات الطبيعية
أوضحت الدكتورة ديربيشاير: "إن قدرة شاي النعناع على التأثير على الهرمونات، وخاصة التستوستيرون، جعلته علاجًا طبيعيًا شائعًا لإدارة حالات مثل متلازمة تكيس المبايض، والتي غالبًا ما تسبب اختلالات هرمونية. تُعزى التأثيرات المضادة للأندروجين للنعناع إلى مركبات المنثول والفلافونويد الموجودة في النبات".
وتابعت: "لقد تبين أن المنثول، على وجه الخصوص، يمنع إنتاج هرمون التستوستيرون، وهو أمر بالغ الأهمية لتحقيق التوازن الهرموني لدى الذكور والإناث على حد سواء".
وأردفت: "بخفض مستويات هرمون التستوستيرون، يُعزز شاي النعناع توازن هرموني الإستروجين والبروجسترون، وهما هرمونان مهمان لتنظيم الدورة الشهرية والخصوبة والصحة الهرمونية بشكل عام. بالنسبة للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، قد يُساعد شاي النعناع على تحسين أعراض مثل عدم انتظام الدورة الشهرية وحب الشباب ونمو شعر الوجه الزائد، كما يُعزز الصحة النفسية بفضل خصائصه المهدئة".
ولخصت الدكتورة ديربيشاير الأمر، قائلة: "باختصار، شاي النعناع ليس مجرد مشروب شاي منعش، بل هو أيضًا عشب نباتي يساعد في التأثيرات الهرمونية المحتملة، وخاصة في تقليل نمو الشعر في الوجه من خلال تأثيره على مستويات هرمون التستوستيرون".
وكشفت عن فوائد أخرى: "علاوة على ذلك، كشفت أحدث الأبحاث التي أجراها زملائي في اللجنة الاستشارية للشاي عن فوائد أخرى لتناول كوب أو كوبين من شاي النعناع والنعناع الأخضر يوميًا، بما في ذلك المساعدة في دعم صحة الدماغ والقلب والجهاز الهضمي. كما قد يساعد في تخفيف آلام التهاب المفاصل وتحسين النوم، ما يجعله خيارًا صحيًا فعالًا وبسيطًا".