"سافر تجد عوضًا عمن تفارقه ، وانصب فإن لذيذ العيش في النصب"، كلنا يعرف هذه الأبيات الشعرية للإمام الشافعي، التي تحض على التنقل، والترحال، والسفر، وترغب فيه.

وعلى الرغم من أن للسفر والترحال فوائد، بالفعل، من الممكن أن يجنيها الشخص، إلا أن الأمر لايخلو من أضرار فادحة.

أضرار كثرة السفر والتنقل

لكل شيء وجهان، نافع وضار، إيجابي وسلبي، وهكذا، ومن الأضرار التي تنجم عن كثر السفر والتنقل، مايلي:

1-سوء الحالة النفسية

تتأثر الحالة النفسية للشخص بكثرة التنقل، وما ينجم عنه من عدم ارتباط مكاني بأماكن السكن، وما يرتبط بذلك من فقد القدرة على الراحة، والإستقرار، وفقدان الأمان.

2- اصابة الأطفال بالمخاوف

الأطفال هم أكثر من يتأثرون بالتنقل الكثير،  و عواقبه ، و من ثم يزداد الشعور بالقلق و الخوف لديهم ، و ينبع ذلك من عدم قدرتهم على الارتباط بمكان معين ، و عدم القدرة على التداخل مع تفاصيله ، و الشعور بالانتماء له ، و من ثم يشعر الطفل بالقلق و الخوف من الانفصال عن أهله ، لكثرة انفصاله عن مكان معيشته ، و حياته.

اقرأ أيضا:

دخنت سيجارة حشيش على سبيل التجربة والفضول ومن وقتها وأنا متعب نفسيًا.. ما الحل؟

3- تدمير العلاقة الزوجية

لاشك أن ترك الزوجة والأولاد، والسفر لفترات طويلة، وبشكل مستمر، يجعل الشخص غير قادر على الاهتمام بزوجته، وأسرته، وعلاقاته الأسرية، والزوجية.

وهكذا تتأثر العلاقة الزوجية، سلبيًا،  فتصيبها بالهشاشة، بسبب "كثرة" السفر وعدم الاستقرار، إذ تؤثر هذه الحالة غير المستقرة على علاقتهما.

4- عدم القدرة على إقامة علاقات اجتماعية

الأشخاص الذين يعتادون على الانتقال من مكان لآخر،  تتناقص قدرتهم على الاستمرارية لفترات طويلة في علاقات ناجحة،  سواء كانت صداقات، أو غيرها، و ذلك لأنهم لا يمكنهم التواجد لفترة طويلة في مكان واحد،  و مهما استطاعوا إقامة علاقات مع غيرهم ، فلن يمكنهم الاستمرار في هذه العلاقات على نحو جيد،  و طويل الأمد.

5- فقدان الهوية الثقافية

فقد يتعرض البعض بسبب كثرة تنقله، وسفره، من بلد لآخر،  لفقدان طبيعة ثقافته، وهويته، فالعربي كثير التنقل،  في البلاد الأوروبية، تصبح هويته و ثقافته غالبًا أكثر ميلًا للثقافة الأوروبية، وقد ينسى أساسيات هويته الثقافية العربية.

6- فقد الشعور بالأصالة

الارتباط المكاني يجعل الفرد قادرًا على الشعور بالأصالة، والارتباط بالعديد من الأشياء الأخرى، ومن ثم تؤدي كثرة السفر والتنقل إلى العكس تمامًا، إذ يصبح الشخص غير قادر على الارتباط بالأشياء، وكذلك الشعور بعد القدرة على الارتباط بالأشخاص ، مما يجعله غير قادر على الاحتفاظ بالعلاقات الإنسانية الناجحة في حياته، فتغدو هشة، قابلة للفسخ سريعًا، وبسهولة.

اقرأ أيضا:

9 خطوات للتغلب على "الكسل الصباحي"

اقرأ أيضا:

والد أطفالي يرسل لهم نفقتهم ولا يراهم .. ويسألونني عنه فأدعي أنه مسافر.. ما الحل؟