أنا فتاة عمري 16 سنة، ومشكلتي أنني أحب احدى صديقاتي جدًا، ومتعلقة بها تعلقًا شديدًا .
أخاف أن تتزوج وتتركني، أو تسافر وتفارقني، أو تموت، أنا متعبة نفسيًا جدًا، وحائرة في أمري، ماذا أفعل؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي، أقدر حيرتك ومتاعبك النفسية، وهي نتاج طبيعي لعلاقة غير صحية تسمى بالعلاقات الاعتمادية.
فالعلاقة الصحية لا تكون مرتبطة بأحد، بشكل معوق عن الحياة، ومرضي، تمامًا كمن لا يستطيع العيش بدون تعاطي المخدرات.
هذا النوع من العلاقات يا صديقتي مرضي، وإدماني، مثل إدمان المواد المخدرة.
فنحن نربط أماننا النفسي بوجود الشخص، ورغباتنا، واختياراتنا، ووجودنا كله به، وبالتالي نشعر بعدم الكفاية إلا في وجوده، ويسيطر علينا هاجس الفقد، والفراق، ومن ثم نشعر بالرغبة في الاستحواذ على الشخص، والشعور بالتوتر والاضطراب إن لم يحدث، وربما بسبب ذلك أيضًا- أي التعلق المرضي- نبقى في علاقات مؤذية، ولا نستطيع وضع حدود، فنسمح للأذى مقابل استمرار العلاقة التي نحن غير قادرين عن الاستغناء عنها.
صديقتي هذا النمط من العلاقات الاعتمادية المرضية، مثله مثل من يشعر أنه لا يحتاج لأحد، وبالتالي لا يسعى لعلاقة مع أحد، كرد فعل قطبي للعلاقة المرضية الاعتمادية التي خذلته.
ما يمكنك فعله يا صديقتي، هو، الوعي بالمشكلة والاعتراف بها، وتحمل مسئولية نفسك في اشباع احتياجاتك النفسية بشكل صحي، بعلاقات صحية مع آخرين، ومع نفسك، ومع ربك، وقبول الفقد كجزء من سنن الله الكونية في العلاقات، وحراسة حدودك النفسية حتى لا تكوني مستباحة، وبدلًا من أن تؤدي العلاقة دورها في جعلك أفضل، تصبحين أسوأ حالًا نفسيًا، واجتماعيًا، كما هو حاصل الآن.
ودمت بكل خير وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟ اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟