لم تكن سيرته صلى الله عليه وسلم مجرد قصص وروايات تقرأ للتفكه والتندر لكنها منهج قويم يقيم الله به المعوج ويطهر به القلوب فهذا رسول الله بعثه الله نجاة للوجود رحمة للعالمين مخرجا لهم من الظلمات إلى النور.
وبتتبع سيرته نقف على جوانب مشرقة لتعامله صلى الله عليه وسلم مع
الصحابة وكيف كان يوجهم إلى أحسن
الأخلاق ويشجعهم على اكتسب كريم الصفات وسمح لخلال فيهذب طبائعهم ويقوم سلوكهم ويناهم عن التفاخر بالإحسان والأنساب ويدعوهم للبعد عن دعوات الجاهلية المضللة ليرتقوا بإيمانهم ويعز الوجد بهم فيصيروا كما كانوا أشرف الخلق بعد الأنبياء.
منهج الإسلام:
ولقد لخَّص الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- رسالته، التي استمرت 23 عامًا بين مكة والمدينة في كلمات موجزة، ورائعة؛ في قوله: «إنما بعثت لأتمم محاسن
الأخلاق».
وفي المستدرك عن أبي هريرة قوله: "بعثت لأتمم صالح الأخلاق" وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه». ومن هنا يتبين لنا مكانة الأخلاق في الإسلام.
ولأن سيدنا وسائدنا ورائدنا ومعلمنا هو محمد بن عبدالله، إضافةً إلى أنه هو صاحب الخلق العظيم -كما وصفه ربه- فإنَّه قام يربي على هذه الأخلاق وتلك القيم؛ ليخرج جيلا من تحت يديه يعَلِّم الدنيا كلها عظمة الأخلاق في كل ناحية، ومع أي أحد كائنًا من كان!!
نماذج من تربيته صلى الله عليه وسلم للصحابة:
ومن نماذج تربيته الفذة للأبناء على الخُلُق الفاضل ونبذ الخُلُق السيئ، ما ورد عن عبد الله بن عامر، أنه قال: دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما أردت أن تعطيه؟" قالت: أعطيه تمرًا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة". {رواه أبو داود في سننه، وقال عنه الألباني في صحيح الجامع وصحيح الترغيب والترهيب: «حسن لغيره»} وذلك درس في تحفيز أولياء الأمور على الصدق الدائم مع الأبناء.
- كيف انتبه رسول الله إلى هذه الحركة؟
- وكيف اكتشف أنَّ علماء التربية يثبتون أنَّ مثل هذه المواقف تُخَرِّج جيلا مهزوزًا كذابًا خائنًا؟
- وكيف وضَّح للمرأة وللابن الصغير -عبدالله بن عامر- فضل الصدق، وخطورة الكذب؟
- واليوم: تجد أبًا يأتيه صديق، قد لا يرغب الأب في مقابلته، فيقول لولده وصاحبه بالباب: قل له أبي ليس موجودا، كأني به يعلمه الكذب لا الصدق!! فكيف نطلب صدق الولد معنا -فيما بعد- وقد دربناه على الكذب؟!!.
وبتمعن توجيهاته ودقيق نظرته وبلاغة كلماته في التوجيهات تجد حرصه الشديد على تقويم السلوك المعوج وان يورث
أخلاق جيلا بعد جيل فلا يشقى أبدا من كان الرسول قدوته وسيرته منهجه لكنه يعلو على التفاهات ويضع للحياة بصمة حتى بعد الممات وهذا شأن المؤمن دائمًا كالغيث أينما وقع نفع.