عزيزي المسلم، احذر واعلم جيدًا أنك ستعيش وسترى وستثبت لك الأيام أن أي شعور زيادة عن اللزوم لغير الله تعالى، لابد وأن يأتي وينقلب ضدك!
الحب .. الخوف .. الوفاء .. الإخلاص .. الرضا .. الطاعة .. التقدير .. كل هذا لابد أن يكون بين البشر بالتأكيد .. لكن بقدَر .. ولا أقل من اللازم ولا أزيد من اللازم !
لكن أيضًا لابد أن مصدر الشعور من الله ولله فقط .. وللبشر مجرد (نفحات) !
تذكر دومًا (الله أكبر) التي نرددها ونسمعها طوال اليوم وكل أذان.. وتيقن أن الله عز وجل بالتأكيد أكبر من أي مخلوق ومن أي شعور ومن أي حدث.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يومًا ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يومًا ما».. أي إياك والتطرف في كل شيء، وإنما الاعتدال حتى في الحب والكره.
الطبيعة البشرية:
ما سبق ليس تخوينًا لكنه إدراك لطبيعة النفس البشرية، وكن على يقين بأن هذا الكلام سيساعدك عزيزي المسلم على عدة أمور ، منها:
- سيخفف من وقع الصدمات من البشر ..
- التحرر من التعلق والانتظار والذُل الخفي الذي بداخلك ..
- سترتب أولوياتك بشكل صحيح ..
- ستزيد ثقتك بنفسك ..
- سترشد طاقتك ..
- سيربطك جدًا بالله وسيعلي الصلة بينك وبينه جداً.. لذلك من الأدعية المأثورة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: «اللهم أغننا بك عن من سواك .. و أرزقنا البصيرة والثبات ».
من كمال الإيمان:
عزيزي المسلم، لنعلم يقينًا أن الحب في الله من لوازم الإيمان ومن علامات صلاح القلب، ومن أفضل القربات إلى الله تعالى، كما أن من سعادة المرء أن يرزقه الله بأناس يحبهم في الله ويحبونه، ويأمن لهم ويأمنوا له، لكن المقصود من الحديث السابق بالتأكيد هو النهي عن المبالغة والإفراط الشديد في الحب.
وليس المراد أن يكون المرء منقبضًا حذرًا من أخيه سيء الظن به، بل الأصل في المسلم سلامة الصدر وإحسان الظن بإخوانه المسلمين وإخلاص المحبة وصفاء الود لهم، لكن اندفاع العواطف حبًا وبغضًا إذا جاوز الحد فهو مذموم.
ولا شك أن الاعتدال في الأمور هو ما يوافق الشرع الحنيف، ومن أهم أسباب طمأنينة النفس وانشراح الصدر، فإذا التزم المرء بها نال ما تمنى وهو الطمأنينة والأمان، وسوى ذلك عاش في كرب كبير والعياذ بالله.