مع كثرة انتشار الإصابات بالأمراض لا سيما الوبائية تزداد حالة الوفاة فيما يمكث البعض طريح الفراش ينتظر فرج الله ولطفه به.. وأمام هذه الحالة يلزم علينا التكاتف والتعاون لتفريج الكروب والدعاء والتناصر والتناصح حتى يرفع الله البلاء ويكشف الكروبات. ومن السنن التي دعا إليها الإسلام في هذا المقام أن على المؤمن حال الدعاء أن يدعو الله وهو موقن بقدرة الله على إجابة دعائه، كما جاء في الحديث: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه. أخرجه الترمذي، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وفي الصحيحين - واللفظ لمسلم -عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة, وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه. فعليك أن تدعو الله وأنت محسن الظن به، ومعظم للرجاء في قدرته وفضله، وجاهد نفسك في دفع وساوس اليأس والقنوط، والقيد الذي في الحديث: لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُه.
قال ابن عثيمين: ليس الذي فيه
مرض الموت. اهـ. فما دام المريض لم تلح عليه أمارات الموت, فإنه يشرع أن يدعى عنده بهذا الدعاء، ومن يدري فلعل الدعاء يكون سببًا - بإذن الله تعالى - في الشفاء، وما ذلك على الله ببعيد.
فإذا زار أحدكم اخيه في مرضه فينبغي ان يدعمه بالتفاؤل ويحثه على الأمل ويساعده في تجاوز محنته بما يستطيع من نصائح عملية تعينه على تجاوز ازمته ورب كلمة كانت سبب في حياة الناس.
كما أن من الآداب العامة أن تدعو له وألا تذكر عنده الموت وتيأسه من الحياة وتتصعب أمامه كأنه ابتلي بما لا يرجا شفاؤه؛ فقدرة الله صالحة وإرادته نافذة أن تنتشله مما هو فكثيرون من ابتلوا
بأمراض خطيرة وعافاهم الله وعادوا أحسن مما كان.