عَتّاب بن أَسِيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس صحابي جليل اعتنق الإسلام بعد فتح مكة وكان إسلامه دليلا علي عظمة الدين الإسلامي وعلي علامات النبوة ومعجزاتها فقد اخبر الله النبي بما دار بين أسيد أبو سفيان والحارث بن هشام يجلسون في صحن الكعبة ودار بينهم حواراخبر الله نبيه بتفاصيله كاملة فما كان أسيد والحارث الا ان اعلن اعتناقهما للإسلام وشهد بنبوته صلي الله عليه وسلم
العديد من المؤرخين ذكروا تفاصيل هذا الأمر بالقول إن الرسول صلّي الله عليه وسلم قد دخل الكعبة أثناء عام الفتح بصحبة بلال ، الذي أمره أن يؤذن ، وكان عتاب بن أسيد وأبو سفيان بن حرب والحارث بن هشام يجلسون في فناء الكعبة ، وحينها تحدث عتاب بن أسيد قائلًا : “لقد أكرم الله أسيدًا ألا يكون سمع هذا ، فيسمع منه ما يغيظه” ، ثم تحدث الحارث بن هشام قائلًا :” أما والله لو أعلم أنه محق لاتبعته” ، بينما قال أبو سفيان :” لا أقول شيئًا ؛ لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصى”.
وبعد هذه الواقعة خرج عليهم الرسول صلّي الله عليه وسلم ثم قال :” قد علمت الذي قلتم” ، ثم ذكر النبي ما قالوا ، وهو ما جعل الحارث وعتاب يقولان :” نشهد أنك رسول الله ، والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا ، فنقول أخبرك” ، وهكذا منّ الله تعالى على عتاب بدخول الإسلام .
الصحابي الجليل عتاب بن أسيد كان رحيمًا بالمؤمنين وشديدًا مع المنافقين ، كان يبتغي وجه الله في أعماله بعد أن منّ عليه المولى عز وجل بدخول الدين الإسلامي الحنيف ، حيث بشره الرسول صلي الله عليه وسلم بالجنة حيث ورد عن بن أبي مليكة قوله صلّي الله عليه وسلم :”لقد رأيت أسيدًا في الجنة وأنى يدخل أسيد الجنة” ، فعرض له عتاب بن أسيد ، فقال :”هذا الذي رأيت أدعوه لي فدعا” ، ثم قام الرسول الكريم باستعماله على مكة يومئذ ، ثم قال متحدثًا إلى عتاب :”أتدري على من استعملتك؟ ، استعملتك على أهل الله فاستوص بهم خيرًا ” ، وقد رددّ النبي كلامه ثلاث مرات
الرسول صلي الله عليه وسلم كان يحمل تقديرا للصحابي الجديد عتاب بن اسيد حيث كلفه بولاية مكة وخصص له يوم درهم ، فقام فخطب الناس ، فقال : أيها الناس أجاع الله كبد من جاع على درهم ، فقد رزقني رسول الله درهمًا كل يوم ؛ فليست بي حاجة إلى أحد” ، وحينما مات الرسول صليّ الله عليه وسلم ؛ سأل سهيل :”أين عتاب؟” ، وظل يستدل على مكانه حتى أتى عليه في الشعب ، فقال له :”ما لك؟” .
سهيل خاطب عتاب رضي الله عنهما:”مات رسول الله” ، قال :”قم في الناس فتكلم” ، فقال :”لا أطيق مع موت رسول الله الكلام ” ، قال :”فاخرج معي فأنا أكفيكه” ، فخرجا حتى بلغا المسجد الحرام ، فقام سهيل خطيبًا ، حيث خطب مثل خطبة أبي بكر آنذاك .
روايته للحديث مناقب الصحابي الجليل كانت عديدة منها برواية أحاديث الشريف ومواقف عن الرسول صلّي الله عليه وسلم ، وكان من المواقف التي رواها عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد أن النبي كان يبعث على الناس من يخرص عليهم كرومهم وثمارهم ، وقال أيضًا أن النبي قال في زكاة الكروم :”إنها تخرص كما يخرص النخل ، ثم تؤدي زكاته زبيبًا كما تؤدي زكاة النخل تمرًا”.
اقرأ أيضا:
من وصايا الرسول: إذا أحببت أحدًا.. فأبلغه بحبكقد ذكر بعض المؤرخين كتاب السير أن عتاببن أسيد رضي الله عنه قد عاش أميرًا على مكة حتى أواخر عهد عمر بن الخطاب ، ولقي ربه بعد حياة حافلة عنوانه نصؤرة الدين والرحمة بالمؤمنين والشدة علي المنافقين في أوائل عام 23هجرة حيث توفي والرسول عنه راضي وقدره الصحابة رضوان الله عليهم أبلغ تقديرا حيث استمر واليا علي خير بقاع الأرض مكة المكرمة خلال حياة النبي وخليفته الصديق أبو بكر وأمير المؤمنين عمر . .
.