كيف يتصرف المسلم في هذه الأيام العصيبة التي انتشر فيها فيروس كورونا. وهل من قدر الله وفاته بسبب فيروس كورونا المنتشر حاليا شهيد؟
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بــ"سؤال وجواب" أن هذا
الفيروس يتلف الرئة فإذا مات بسببه فيلحق بالميت بالسِّلّ، بل هو أبلغ منه، فإن السل قرحة في الرئة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: السِّلّ
شهادة رواه الطبراني من حديث سلمان، وأبو الشيخ من حديث عبادة، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"، وعزاه أيضا إلى أحمد من حديث راشد بن حبيش، وكذا فعل الحافظ في الفتح.
قال الحافظ: "وله من حديث راشد بن حبيش نحوه، وفيه: (والسِّلّ) وهو بكسر المهملة وتشديد اللام" انتهى من فتح الباري.
وحديث رَاشِدِ بْنِ حُبَيْشٍ عند أحمد أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ يَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَعْلَمُونَ مَنِ الشَّهِيدُ مِنْ أُمَّتِي؟ فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، فَقَالَ عُبَادَةُ: سَانِدُونِي، فَأَسْنَدُوهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الصَّابِرُ الْمُحْتَسِبُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ: الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ يَجُرُّهَا وَلَدُهَا بِسُرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ: وَزَادَ فِيهَا أَبُو الْعَوَّامِ سَادِنُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ: وَالْحَرْقُ، وَالسَّيْلُ .
قال المناوي رحمه الله: " (والسيل): بفتح السين المشددة ومثناة تحتية ؛ أي : الغرق في الماء. كذا ضبطه المصنف بخطه، ورأيته بعيني فيه، فما في كثير من النسخ من أنه السل تحريف من النساخ".
وقال محققو المسند: " وقوله: "السَّيْل"، هكذا ورد في جميع النسخ، وفي "غاية المقصد" وهو يوافق معنى الغريق، لكن قيّده الحافظ في "الفتح": والسِّلّ: بكسر المهملة وتشديد اللام. يعني ذاك المرض المعروف، فلعله يندرج حينئذ مع من مات بالطاعون " انتهى.
وتقدم حديث: السل شهادة.
قال المناوي في فيض القدير: " (السل شهادة) هو قرحة في الرئة معها حمى دقيقة" .
الثاني: أنه إذا تسبب في تلف الكبد أو الكلى، ومات من ذلك، كان مبطونا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ : الْمَطْعُونُ ، وَالْمَبْطُونُ ، وَالْغَرِقُ ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ ، وَ
الشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ رواه البخاري.
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: "وَأَمَّا (الْمَبْطُون) فَهُوَ صَاحِب دَاء الْبَطْن , وَهُوَ الْإِسْهَال . قَالَ الْقَاضِي : وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي بِهِ الِاسْتِسْقَاء وَانْتِفَاخ الْبَطْن , وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي تَشْتَكِي بَطْنه , وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي يَمُوت بِدَاءِ بَطْنه مُطْلَقًا".
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ما نصه : " ورد في الحديث أن المبطون
شهيد ، ما معنى كلمة مبطون ، وهل يدخل في معناها من توفي من تليّف في الكبد ؟
فأجاب : المبطون قال أهل العلم : من مات بداء البطن ، والظاهر أن من جنسه من مات بالزائدة لأنها من أدواء البطن التي تميت ، ولعل من ذلك أيضاً من مات بتليف الكبد لأنها داء في البطن مميت.
الحاصل:
أن من مات بهذا
الفيروس رجي له الشهادة، وننبه إلى أن هذا لا يدخل في ا
لطاعون.