الغمز واللمز والخوض في أعراض الناس وتتبع عوراتهم من المشكلات التي شاعت في المجتمعات الإسلامية خلال العقود الأخيرة رغم العواقب الوخيمة لهذه المشكلات التي تشكل ذنبا دينيا وجريمة أخلاقية واجتماعية تهدد استقرار المجتمعات وبل تشغل أزمات في النسيج الاجتماعي لهذه المجتمعات
خطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير، أطلق صرخة تحذير ، من خطر الغمز واللّمز، والخوض في أعراض الناس، وتتبع عيوبهم، مؤكدًا أن من فضائل المؤمن أن يشتغل بعيبه ويترك عيوب غيره، فلا يؤذي المسلمين بلسانه وسوء ظنّه.
ونبه البدير خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة،إلي أن ذوي العقول والألباب يتصونون عن الوصوم والأِعياب، ويحمون أعراضهم عن سهام المطاعن بسلوك الفضائل والمحاسن والبعد عن الريب، منوهًا بأن المؤمن لا يرضى أن يكون غَرَضًا يُرْشق بسهام الريبة, ولا هدفًا يقصد بالغيبة، ولا أحدوثة تتناولها الألسن العائلة، ولا مرتعًا لأقوال القاذفين والحاذفين، بل يقطع مبادي الظُّنُون التي لا تُمْلَكُ، وخواطر القلوب التي لا تُدْفع، ويطلب السلامة من الناس بإظهار البراءَة من الرِّيب والتٌّهم.
ومضي للقول خلال خطبته اليوم إن للناس ألسنة حدادًا على العورات، ونفوسًا توّاقة إلى المثال، ينشرون المعايب أكثر من نشر المناقب، وتسري بينهم المعاير أكثر من سريان الفضائل، وتعقد المجالس فلا يعلو إلا صوت المغتاب، وصخب العياب إلا من رحم الله وقليلٌ هم، قال بكر بن عبد الله: « إذا رأيتم الرجل موكّلا بعيوب الناس، ناسيا لعيوبه ـ فاعلموا أنه قد مُكِرَ به».
البدير أشار كذلك إلى أن سُوءُ الظَّنِّ بِالمُسْلِمِينَ الَّذِينَ أونست منهم العَدالَةُ والأمانة والسّتر في الظاهر مَحْظُورٌ، قال تعالى: «إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ»، فلا تجترئوا على الظّن، وميّزوا بين حقه وباطله، بأمارة بيّنة، واستشعروا التقوى والحذر، محذرًا من خطر لمز العباد، وكشف عيوبهم, وتتبّع عوراتهم, وغمز الأصحاب في قفاهم، والطعن في أنسابهم وسلوكهم، مذكّرًا أن الله تعالى ذمّ في كتابه الْهَمَّازَ اللمّاز الَّذِي يَلْمزُ أَخَاهُ فِي قَفَاهُ، وَيهمزه إِذَا قابله ولاقاه، فقال تعالى «وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ».
وخلص إلي القول إلي أهل التَّوْرِيشِ والتَّحريش والتجسّس والتحسّس والتحدّس الذين يَسْأَلُون عن الأَخْبار، ويتتبعون الأسرار، ويستدرجون الأغرار، ويتسمّعون أحاديث الناس, فكم فتشوا عن ميْت، وكم أفسدوا من بيت، ومن سعى إليك، سعى عليك، ومن نقل أخبار الناس إليك، عليهم بأن يدركو أنه لسان سوء عليك، مضيفًا أن هذه السلوكيات تنشر العداوات والحسرات، وتهدم الأسر والبيوت.
اقرأ أيضا:
حتى لا تدخل الخراب إلى بيتك وتتغير عليك زوجتك؟.. احذر هذا الأمرولعل المخاطرالاجتماعية التي تصيب المجتمعات الإسلامية نتيجة الهمز واللمز والغيبة والنميمة تدفع المؤمن للتدبر واخذ احتياطاته قبل الوقوع في هذه الجريمة التي تغضب الله ورسوله وتكرس الحقد والضغينة في المجتمعات الإسلامية ..