لا يوجد داء أفسد وأعيب للمر من البخل، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم " وأي داء أدوى من البخل".
وقد ذمّ الله تعالى الخل في كتابه فقال تعالى: "الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله".
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم».
بخلاء العرب:
وقيل: بخلاء العرب أربعة:
1-الحطيئة.
2- حميد الأرقط .
3- أبو الأسود الدؤلي.
4- خالد بن صفوان.
بخل الحطيئة:
فأما الحطيئة فمرّ به إنسان وهو على باب داره وبيده عصا.
فقال: أنا ضيف فأشار إلى العصا وقال: لكعاب الضيفان أعددتها.
حميد الأرقط:
وأما حميد الأرقط، فكان هجاء للضيفان فحّاشا عليهم، نزل به مرة أضياف، فأطعمهم تمرا، وهجاهم وذكر أنهم أكلوه بنواه.
اظهار أخبار متعلقة
أبو الأسود الدؤلي:
وأما أبو الأسود، فتصدق على سائل بتمرة، فقال له: جعل الله نصيبك من الجنة مثلها.
وكان يقول: لو أطعنا المساكين في أموالنا كنا أسوأ حالا منهم.
خالد بن صفوان:
وأما خالد بن صفوان، فكان يقول للدرهم إذا دخل عليه: يا عيّار كم تعير وكم تطرف وتطير، لأطيلن حبسك، ثم يطرحه في الصندوق ويقفل عليه.
وقيل له: لم لا تنفق، ومالك عريض؟ فقال: الدهر أعرض منه.
حكايات عجيبة:
وكان عمر بن يزيد الأسدي بخيلا جدا، أصابه القولنج – القولون- في بطنه فحقنه الطبيب بدهن كثير فانحل ما في بطنه في الطست.
فقال لغلامه: اجمع الدهن الذي نزل من الحقنة وأسرج به.
ومن الموصوفين بالبخل: أهل مرو، يقال إن عادتهم إذا ترافقوا في سفر أن يشتري كل واحد منهم قطعة لحم ويشكها في خيط ويجمعون اللحم كله في قدر، ويمسك كل واحد منهم طرف خيطه، فإذا استوى جر كل منهم خيطه وأكل لحمه وتقاسموا المرق.
وقيل لبخيل: من أشجع الناس؟ قال: من سمع وقع أضراس الناس على طعامه ولم تنشق مرارته.
وقيل لبعضهم: أما يكسوك فلان وكان من البخلاء؟ فقال: والله لو كان له بيت مملوء إبرا، وجاء يعقوب ومعه الأنبياء شفعاء والملائكة ضمناء يستعير منه إبرة ليخيط بها قميص يوسف الذي قد من دبر ما أعاره إياها، فكيف يكسوني؟