توصلت دراسة حديثة إلى أن أكثر من 75 في المائة من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بـ كوفيد – 19 لديهم عرض واحد على الأقل للمرض بعد ستة أشهر من إصابتهم بالفيروس.
وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرتها دورية "لانسيت"، أن التعب وضعف العضلات كانا أكثر الأعراض المستمرة شيوعًا، حيث أثرا على أكثر من 60 في المائة من المشاركين في الدراسة.
بالإضافة إلى ذلك، أبلغ واحد من كل أربعة مشاركين عن صعوبات في النوم أو أعراض القلق أو الاكتئاب بعد أشهر من تشخيص إصابته بالفيروس، كما قال الباحثون.
وقال بين كاو، مؤلف مشارك في الدراسة، في بيان: "نظرًا لأن كوفيد -19 مرض جديد، فقد بدأنا فقط في فهم بعض آثاره طويلة المدى على صحة المرضى".
وأضاف كاو، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا: "يشير تحليلنا إلى أن معظم المرضى لا يزالون يعيشون مع بعض آثار الفيروس على الأقل بعد مغادرة المستشفى، ويبرز الحاجة إلى رعاية ما بعد الخروج، خاصة لأولئك الذين يعانون من التهابات شديدة"
اظهار أخبار متعلقة
ووثقت العديد من الدراسات المضاعفات الصحية طويلة الأمد بعد الإصابة بـ كوفيد 19، لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن هذه المشاكل قد تؤثر حتى على الذين يعانون من أشكال أقل خطورة من المرض.
في أحد التحليلات، التي نشرتها أيضًا دورية "حوليات الجمعية الأمريكية لأمراض الصدر، شعر 62 في المائة من المشاركين أنهم لم يعودوا إلى صحتهم الكاملةن وأن 47 في المائة يعانون من إجهاد شديد حتى بعد 75 يومًا من تشخيصهم بـ كوفيد – 19.
بالإضافة إلى ذلك، أفاد المشاركون الذين شعروا أنهم مضطرون إلى بذل مجهود أثناء ممارسة التمارين المعتدلة أنهم شعروا بالتعب وضعف الصحة، وفقًا للباحثين.
وقال الباحثون إن أقل من نصف المرضى الـ 153 الذين شملتهم الدراسة احتاجوا إلى رعاية في المستشفى لحالاتهم كوفيد – 19.
وقال الدكتور ليام تاونسند، مؤلف مشارك في الدراسة، في بيان صحفي: "وجدنا أن الإرهاق واعتلال الصحة وضيق التنفس كانت جميعها شائعة بعد كوفيد - 19".
وقال تاونسند، اختصاصي الأمراض المعدية في مستشفى سانت جيمس في دبلن: "مع ذلك، يبدو أن هذه الأعراض لا علاقة لها بحدة العدوى الأولية أو أي قياس فردي في وقت موعد العيادة الخارجية".
اقرأ أيضا:
الأطباء يدقون ناقوس الخطر للشباب.. 4 علامات تشير إلى الإصابة بسرطان الأمعاءعرض واحد على الأقل
ورصدت دراسة "لانسيت"، صحة 1733 مريضًا تم تشخيص إصابتهم بالفيروس في ووهان بالصين، حيث بدأ تفشي المرض، بين يناير ومايو لمدة ستة أشهر تقريبًا.
وخلال مقابلات المتابعة والاختبارات الجسدية ، أبلغ 76 في المائة من المشاركين في الدراسة عن عرض واحد على الأقل من أعراض كوفيد – 19، وفقًا للباحثين.
وقال الباحثون إن 63 في المائة من المشاركين أبلغوا عن إجهاد أو ضعف عضلي، بينما عانى 26 في المائة من صعوبات في النوم و23 في المائة عانوا من أعراض القلق أو الاكتئاب.
ومن بين المشاركين الذين عانوا من مرض أكثر خطورة من كوفيد – 19، أظهر 56 في المائة علامات على مشاكل حادة في وظائف الرئة، وفقًا للباحثين.
وأظهرت البيانات، أن الذين يعانون من مرض أكثر خطورة كان أداؤهم أسوأ في اختبار المشي لمدة ست دقائق، والذي يقيس المسافة المقطوعة في ست دقائق، مقارنة بالذين يعانون من مرض أقل خطورة.
وأظهر 13 في المائة من المشاركين الذين يعانون من وظائف الكلى الطبيعية عندما خرجوا من المستشفى علامات تدل على وظائف الأعضاء بعد ستة أشهر.
وفي 94 مشاركًا، كشفت اختبارات الدم أيضًا أن لديهم مستويات أقل بنسبة 53 في المائة من الأجسام المضادة لـ كوفيد – 19، أو الخلايا التي ينتجها جهاز المناعة البشري لمحاربة الفيروس، في ستة أشهر مما كانت عليه في ذروة الإصابة، وفقًا للباحثين.
وأضافوا إن هذا يثير مخاوف بشأن احتمال إعادة إصابة هؤلاء المرضى بفيروس كوفيد -19، أو إصابتهم بالفيروس مرة أخرى.