وردت الكثير من حكايات الأولين التي تنفر من الظلم وعاقبته، خاصة ما وقع في عصر بني إسرائيل، لطول تاريخهم، وكثرة أنبيائهم.
ففي زمان رسالتهم الكبرى في زمن كليم الرحمن موسى صلوات الله وسلامه عليه وقعت الكثير من المعجزات والعجائب، ومما ورد في ذلك من حكايات منفرة من الظلم ما وقع مع صياد ورجل ظالم.

أصل القصة:

كان رجل من ضعفاء بني إسرائيل له عائلة وكان صيادا يصطاد السمك ويقوت منه أطفاله وزوجته.
 فخرج الر جل يوما للصيد فوقع في شبكته سمكة كبيرة ففرح بها ثم أخذها ومضى إلى السوق ليبيعها ويصرف ثمنها في مصالح عياله.
فلقيه بعض أصحاب المكوس ومن يقومون بجمع الضرائب فرأى السمكة معه فأراد أخذها منه فمنعه الصياد.
 فرفع الرجل خشبة كانت بيده فضرب بها رأس الصياد ضربة موجعة وأخذ السمكة منه غصبا بلا ثمن.

اقرأ أيضا:

ماذا قال القرآن عن أصحاب المبادئ؟ وما هي أبرز صفاتهم؟

غصب السمكة وعقاب إلهي للغاصب: 

دعا الصياد عليه وقال: إلهي جعلتني ضعيفا وجعلته قويا عنيفا، فخذ لي بحقي منه عاجلا فقد ظلمني ولا صبر لي إلى الآخرة.
وكان الغاصب الظالم انطلق بالسمكة إلى منزله وسلمها إلى زوجته وأمرها أن تشويها فلما شوتها قدمتها له ووضعتها بين يديه على المائدة ليأكل منها ففتحت السمكة فاها وعضته في أصبع يده عضة طار بها عقله وصار لا يقرّ بها قراره فقام وشكا إلى الطبيب ألم يده وما حل به.
 فلما رآها قال له: دواؤها أن تقطع الأصبع لئلا يسري الألم إلى بقية الكف، فقطع أصبعه فانتقل الألم والوجع إلى الكف واليد وازداد التألم وارتعدت من خوفه فرائصه فقال له الطبيب ينبغي أن تقطع اليد إلى المعصم لئلا يسري الألم إلى الساعد فقطعها فانتقل الألم إلى الساعد فما زال هكذا كلما قطع عضوا انتقل الألم إلى العضو الآخر الذي يليه.

كيف نجا الغاصب؟

فخرج هائما على وجهه مستغيثا إلى ربه ليكشف عنه ما نزل به، فرأى شجرة فقصدها فأخذه النوم عندها فنام فرأى في منامه قائلا يقول: يا مسكين إلى كم تقطع أعضاءك، امض إلى خصمك الذي ظلمته فأرضه.
فانتبه من النوم وفكر في أمره فعلم أن الذي أصابه من جهة الصياد، فدخل المدينة وسأل عن الصياد وأتى إليه فوقع بين يديه يتمرغ على رجليه وطلب منه الإقالة مما جناه، ودفع إليه شيئا من ماله وتاب من فعله فرضي عنه خصمه الصياد فسكن في الحال ألمه وبات تلك الليلة فرد الله تعالى عليه يده كما كانت.
 ونزل الوحي على موسى عليه السلام يا موسى وعزتي وجلالي لولا أن ذلك الرجل أرضى خصمه لعذبته مهما امتدت به حياته.