مرحبًا بك يا صديقي..
أقدر مشاعرك وأشعر بالتعاطف معك، فأنت تشعر بشيخوخة نفسية مبكرة، مع أنك في ريعان الشباب، وعلى عتباته الأولى ولا زال أمامك الكثير لتنجز الكثير، أنت في البدايات يا صديقي، وتشعر أنك قربت من النهاية!
أحييك لقربك من نفسك، ووصفك لأبرز السمات، فالانطوائية وحب العزلة يا صديقي مما يدعم الرغبة في عدم التفاعل مع الحياة، والاختباء من الناس، والتعاملات والعلاقات.
سألت عن السبب وراء شعورك وحالتك، والحقيقة أن الأسباب كثيرة، والاحتمالات متعددة، فأنت لم تذكر شيئًا عن طفولتك، وعلاقتك بوالديك وأسرتك، ربما أنت نشأت في أسرة محافظة، تقليدية، وبيئة أسرية يغلب عليها القسوة، والحزم، والصرامة، والحرمان، فلم ينطلق طفلك الداخلي، وتم دفن طفولتك، وقمع ذاتك الطفلة البريئة، المرحة، المنطلقة، المغامرة، المستكشفة، المتحركة، التلقائية، وبذا يتحول الشخص إلى شيخ لا طفل!
وربما هو الركون لمنطقة الراحة، ربما هو عدم الرغبة في تحمل المسئوليات، فانت في بدايات مرحلة البناء والكفاح، وربما تشعر برهبة ما من خوض هذه الرحلة، فتستدعي كل دفاعاتك النفسية.
لا حل سوى أن تتغير يا صديقي..
نعم، لابد أن تكسر قيودك، وتغادر هذه السجون التي حبست نفسك فيها، وتغادر مناطق الراحة بلا رجعة.
شجع نفسك، وتدرج معها، وغامر، وابدأ بفعل انجاز واحد ولو بسيط يوميًا، وابدأ بالانفتاح تدريجيًا على من هم في مثل عمرك، واستعن على ذلك بصحبة صديق، أخ، متفهم، محب، مهتم، أو اطلب مساعدة متخصصة، وانخرط في مجموعات "دعم نفسي" فستساعدك كثيرًا لتنهض، وتتغير، وتثابر، وتستمر.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟اقرأ أيضا:
والدي يقول لي أنني ملكية خاصة به وأجبرني على خدمته منذ طفولتي.. ما الحل؟