الإبل هي من أكبر الأنعام محبة عند العرب، وهي شجرة لحمهم في الغذاء، ولشدة تعلقهم بها ومعرفتهم بأوصافها، ذكرهم الله بنعمه عليهم وأنه خالق الكون، حيث قال تعالى :" أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت".
فوائد الإبل:
قيل: ما خلق الله شيئا من الدواب خيرا من الإبل :" إن حملت أثقلت، وإن سارت أبعدت، وإن حلبت أروت، وإن نحرت أشبعت".
وفي الحديث: «الإبل عز لأهلها والغنم بركة، والخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة».
وهي من الحيوان العجيب، وإن كان عجبه قد سقط لكثرة مخالطته الناس، وقد أطاعها الله للآدمي وغيره حتى قيل: إن قطارا كان ببعض حبله دهن، فمرت فأرة، فجذبته، فسار معها موكب الإبل بواسطة جذبها له، وهي مراكب البر، ولذلك قرنها الله تعالى بالسفن فقال تعالى: "وعليها وعلى الفلك تحملون".
ولما كانت مراكب البر والبر فيه ما ماؤه قليل، وما ماؤه كثير جعل الله تعالى لها صبرا على العطش حتى قيل: إنه يرتع ظمؤها إلى عشر.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟غضب الإبل:
قال أصحاب الكلام في طبائع الحيوان: ليس لشيء من الطحول مثل ما للجمل عند هيجانه، فإنه يسوء خلقه، فيظهر زبده، ويقل رغاؤه فلو حمل عليه ثلاثة أضعاف عادته حمل، ويقلّ أكله، ويخرج له عند رغائه شقشقة لا تعرف من أي شيء هي من أجزائه.
والجمل من الأحرار حتى قيل: إنه لا ينزو لا على أمه ولا على أخته.
عجائب تفوق الخيال:
1-قيل : إن بعض العرب ستر ناقته بثوب ثم أرسل عليها ولدها، فلما عرف ذلك عمد إلى ذكره فأكله، ثم حقد على صاحبه حتى قتله.
2- ليس له مرارة، ولذلك كثر صبره.
3- يوجد على كبده شيء رقيق يشبه المرارة ينفع الغشاوة في العين كحلا.
4- في معدته قوة حتى أنها تهضم الشوك وتستطيبه.
5- أكل لحمه يزيد في الجماع.
6- بوله يفيق السكران.
7- ووبره إذا أحرق وذر على دم سائل قطعه.
أحكام فقهية:
ويحل أكله بالنص والإجماع، وأما تحريم يعقوب عليه الصلاة والسلام أكلها فكانت باجتهاد منه، وذلك أنه كان يسكن البوادي، فاشتكى عرق النّسا، فلم يجد ما يلائمه إلا ترك أكل لحومها، فلذلك حرمها.
وأما انتقاض الوضوء بأكل لحمها، فاختلف العلماء في ذلك، فهب الأكثرون إلى أنه لا ينقض، وعليه الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وأبي، وابن عباس، وأبو الدرداء، وأبو طلحة، وعامر بن ربيعة، وأبو أمامة، وجماهير التابعين، وبه أخذ مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، وأصحابهم، وخالف في ذلك أحمد وإسحاق، ويحيى بن يحيى، وابن المنذر، وابن خزيمة، واختاره البيهقي، وهو مذهب الشافعي القديم.