يعذر كثيرون بجهلهم من إدراك حقيقة وأهمية الأذكار في علاج النفس والبدن، وتأتي المشكلة لسوء تصرف البعض مع الذكر والإتيان بسلوكيات مرفوضة كأن يعزف البعض عن التداوي ويتواكل وكل ما يفعله أن يسبح الله ويحمده وهذا وإن كان محمودا فإنه لا يقتصر عليه. أهمية المحافظة على الذكر:
إن الاستمرار على أوراد
الأذكار فيه راحة للبدن من الأسقام فالروح التي تظل تائهة في بحر الشكوك والظلمات لها أن تهدأ وتطمئن وتسكن بهذه الأوراد التي ريح لقلب والكلام عن الأذكار المشروعة في أحول معينة وقدر الشرع بها وهذا بلا شك علاج لها مع الأخذ بأسباب التعافي مجتمعة وعدم الاعتماد عيها بل على رب الأسباب.
ومن لطف الشرع بنا أن شرع لنا أذكار تلازمنا في جميع أحوالنا مرض فرح حزن ضيق نوم صباح مساء وهكذا تتنوع بحسب الحاجة وفي المداومة عليها سر الراحة ألا بذكر الله تطمئن القلوب.
وبعيدا عن السلوك غير الرشيد في تطبيق تلاوة الأذكار وهو ما يعتبر البعض دروشة صوفية فإن الأذكار تعالج الأمراض حيث تعالج النفس التي هي قوى من البدن ومن يمتلك إرادة قوية يقهر أي مرض؛ فلزوم الذكر وتلاوة
الأذكار الموظفة كأذكار الصباح والمساء ونحوها، سبب قوي وفعال في دفع الضرر عن الإنسان، سواء كان ضرر العين أو غيرها.
وقد ذكر ابن القيم من جملة فوائد الذكر: أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء، عرفه في الشدة.
وقد جاء أثر معناه أن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة، أو سأل الله تعالى حاجة، قالت الملائكة: يا رب؛ صوت معروف، من عبد معروف. والغافل المعرض عن الله عز وجل، إذا دعاه وسأله قالت الملائكة: يا رب، صوت منكر، من عبد منكر.
فوائد الأذكار في علاج النفس والبدن:
وذكر أيضا من فوائده: أنه ما استجلبت نعم الله عز وجل، واستدفعت نقمة بمثل ذكر الله تعالى. فالذكر جلاب للنعم، دافع للنقم. قال سبحانه وتعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}، وفي القراءة الأخرى: {إن الله يدفع} فدفعه ودفاعه عنهم بحسب قوة إيمانهم وكماله. ومادة الإيمان وقوته بذكر الله تعالى، فمن كان أكمل إيماناً وأكثر ذكراً، كان دفع الله تعالى عنه ودفاعه أعظم، ومن نقص؛ نقص، ذكراً بذكر، ونسياناً بنسيان. وقال سبحانه وتعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}.
والذكر رأس الشكر؛ كما تقدم، والشكر جلاب النعم، وموجب للمزيد. قال بعض السلف رحمة الله عليهم: ما أقبح الغفلة عن ذكر من لا يغفل عن ذكرك. انتهى.
فيرجى لمن لزم ذكر الله تعالى أن يدفع الله عنه ما أهمه وغمه من شر العين وغيرها، لكننا ننبه إلى ضرورة لزوم ذكر الله تعالى في السراء والضراء وألا يكون حرصك على الذكر لأجل دفع البلاء، ثم تعود تاركا له إذا راتفع، فإنك تحرم نفسك بذلك خيرا كثيرًا.
وإن كان مرادك بالذكر هو
الأذكار الموظفة -كما هو ظاهر- فلا يلزمك -إن شاء الله- شيء زائد على هذا، وهي كافية في دفع العين، ولكن لو زدت شيئا من الرقية بالقرآن كالفاتحة وآية الكرسي والمعوذات؛ فهو حسن جميل، وأكثر من دعاء الله بأن يصرف عنك الشر، ويقيك السوء؛ فإن الخير كله بيدي الله سبحانه.