أخبار

هل يبتلى الشخص بسبب ذنب تاب منه؟

تجنب اللحوم يحميك من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والموت المبكر

مفاجأة حول الأطعمة المصنعة.. بعضها مفيد لك!

الأدلة على أن النبي يردّ السلام على من يُسلم عليه!

من روائع سيرة الصديق.. أفضل الصحابة وأقربهم لقلب رسول الله

لماذا يأمرنا الله بالسياحة في الأرض؟ (الشعراوي يجيب)

الخشوع أول ما يرفع من الأرض.. وهذا هو الدليل

كيف تتعامل مع الإنسان ببره وفجوره.. وكيف تحسم أمرك معه؟

خطيبي يحدثني عن عدم العمل بعد الزواج وأنا رافضه لكنني أحبه.. ما الحل؟

أنا عايشة معه فقط عشان الأولاد .. حال كثير من الزوجات.. فما النصيحة؟

لاتحزن.. حكمة تأخير القصاص من الظالم على حساب المظلوم

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 27 يناير 2021 - 03:20 م



يتعرض الكثير منا في أحيان كثيرة لليأس، نتيجة تعرضه للظلم الواقع عليه، والذي ربما يكون سببًا كبيرًا في حزنه، واستمرار، حياته، مثل أن يتم تقديم غيره عليه في الترتيب بالتعييات الجامعية أو الحكومية، أو أن يتعرض لظلم من مديره في العمل، أو جاره في البيت، أو يترك الفاسد ويسجن هو، فيكون وقتها المظلوم عرضة لليأس، متسائلا: " لماذا يترك الله الظالم أو الفاسد يعيث في الأرض فسادا بظلمه، ولماذا يكون المظلوم هوالضحية؟، ولماذا يؤخر الله عقاب الظالم؟، فيتمنى المظلوم، ألو يعاجل الظالم العقاب ويرى القصاص العادل أمام عينيه من الظالمين؛ انتقاما للمظلومين.

وهنا يعاجل القرآن هؤلاء المظلومين المتسائلين عن سر تأخير عقاب الظالم، قائلا: "{وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّٰلِمُونَۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ }، فيأتي بلسم البيان الإلهي القرآني مراعيا الحالة النفسية خطابا للمؤمنين عبر عصور الزمان، في كل وقت وحال، ابتداء من الرسول – صلى الله عليه وسلم- وخطابه خطاب لأمته ، ممن حوله ومن بعده، السائرين على خطاه ، فجاء الخطاب بلسما عجيبا يلامس أعماق النفس، لما فيه من عمق التسلية، والتثبيت للمؤمنين؛ وما هو حاصل من شدة جبروت الظلم وحماقته وصلفه، فكان خطاب تسلية وتثبيت، مقرونا بنون التوكيد (فَلَا تَحۡسَبَنَّ) .

ومثلما هو خطاب تسلية وتثبيت، هو كذلك في فحواه خطاب تهديد ووعيد للظالمين على مر الزمان.

ويحسم ربنا عز وجل من خلال هذا البيان القرآني، بلفظ الحسبان دون سائر أفعال الظن في هذا المقام (وَلَا تَحۡسَبَنَّ)؛ لأن الحسبان شيء من الوهم الذي ينتهي بالوصول إلى الحقيقة، وهو ما أفصح عنه البيان القرآني في مواضع متعددة( وَتَحۡسَبُهُمۡ أَيۡقَاظٗا وَهُمۡ رُقُودٞۚ) (وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۢ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡ‍َٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡ‍ٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُۥۗ) (وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوٓاْۚ إِنَّهُمۡ لَا يُعۡجِزُونَ) (وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ خَيۡرٞ لِّأَنفُسِهِمۡۚ إِنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِثۡمٗاۖ ) (وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ١٦٩)


فالنفوس المؤمنة لا يتلبس بها أدنى وهم في عدل الله ، فضلا أن تظن أو ترتاب، وفي هذا ما فيه من دقة الخطاب، مع الانتهاء إلى الوصول إلى مرامي الحكمة في التأخير والإمهال ( إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ).

ونفى المولى – عز وجل- عن نفسه الغفلة في مواضع متعددة في معجز البيان إذ قال: ( وَمَا ٱللهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُون) ( وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ) فقد نزَّه نفسه عن الغفلة بموجب ربوبيته، وبموجب ألوهيته، فما كان سبحانه ليخلق الخلق ويغفل عنهم ( وَمَا كُنَّا عَنِ ٱلۡخَلۡقِ غَٰفِلِينَ)، لأن الغفلة هي عدم إِدْرَاك الشَّيْء مَعَ وجود مَا يَقْتَضِيهِ، من ذلك قوله تعالى ( وَدَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ تَغۡفُلُونَ عَنۡ أَسۡلِحَتِكُمۡ وَأَمۡتِعَتِكُمۡ فَيَمِيلُونَ عَلَيۡكُم مَّيۡلَةٗ وَٰحِدَةٗۚ) فترك السلاح مع وجود تربص الأعداء في المعركة غفلة.

لماذا يتأخر عقاب الظالم والقصاص للمظلوم؟




يأتي الجواب في قوله تعالى : {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [فاطر: 45]



وقوله تعالى : {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ} [الحج: 48].



وقال تعالى : {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ} [الكهف: 58]



وقوله صلى الله عليه وسلم : « إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته».



فالمتأمل في سنن الله الكونية يُدرك أنه قد لا يُعاقب الظالم المعتدي في الدنيا بالمرة، ولكن يؤخر عقابه إلى الآخرة، وهذا في حق الأفراد لا الأمم، يقول الشيخ رشيد رضا في بيان ذلك :” عذاب الأمم في الدنيا مطرد، وأما عذاب الأفراد فقد يتخلف ويرجأ إلى الآخرة ؛ فالأمم والشعوب الباغية الظالمة لا بد أن يزول سلطانها وتدول دولتها.



إمهال الظالم رحمة وحجة




إن معاجلة الله المعتدين الظالمين بالإهلاك ينافي رحمته تعالى في الصبر على الظالم والمعتدي، وإعطائه الحجة تلو الحجة، والفرصة تلو الفرصة.

فمن الآيات الدالة على تأخير العقوبة وإمهال الظالم رحمة به؛ بغية توبته وأوبته، قوله تعالى : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ } [الرعد:6].

وقوله تعالى : {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ} [الكهف: 58]

وقوله تعالى :{وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} [فاطر: 37] أي أو لم نعمركم ونمهلكم وقتا طويلا كافيا للتذكر والأوبة والرجوع إلى الله، فما لكم تطلبون اليوم فرصة جديدة للرجوع!.

كما إن مباغتة المعتدي الظالم يتنافى مع الابتلاء، ففيم بقاء الدنيا إذا خلت من كل ظالم شرور في الجولة الأولى؟.



الكلمات المفتاحية

الحزن اليأس الظلم لماذا يتأخر عقاب الظالم والقصاص للمظلوم؟ إمهال الظالم رحمة وحجة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يتعرض الكثير منا في أحيان كثيرة لليأس، نتيجة تعرضه للظلم الواقع عليه، والذي ربما يكون سببا كبيرا في حزنه، واستمرار، حياته، مثل أن يتم تقديم غيره عليه