لم تكن الذئاب الضارية هي المخلوقات الوحيدة التي تأثرت بالدورة القمرية، بل الأشخاص العاديين، أصبحوا قلقين بسبب اكتمال القمر أيضًا.

وعندما تعاون العلماء في جامعة ييل وجامعة واشنطن مع باحثين في الأرجنتين لتتبع أنماط نوم مئات الأشخاص، فوجئوا بإيجاد تذبذبات متزامنة عبر الدورة القمرية التي تبلغ 29.5 يومًا.

قال لياندرو كاسيراجي، كبير مؤلفي الدراسة لوكالة "يو بي آي" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لقد صُدمنا تمامًا لرؤية أن توقيت ومدة النوم يمكن أن تختلف في أي مكان من 30 إلى 90 دقيقة عبر دورة القمر، بالنسبة لمعظم المشاركين".

أضاف كاسيراجي، باحث ما بعد الدكتوراه الذي يدرس الإيقاعات البيولوجية البشرية في جامعة واشنطن: "كان هذا بعيدًا عن توقعاتنا، حيث كنا نتوقع اختلافات معتدلة جدًا، إن وجدت".

وخلال الدراسة التي نشرت نتائجها الجديدة الأربعاء في مجلة (Science Advances)، قام الباحثون بتجنيد بضعة آلاف من المشاركين لارتداء أجهزة مراقبة المعصم لتتبع أنماط النوم.

وتمثل قاعدة المتطوعين الصغار والكبار، وسكان الريف، كما تضمنت بضع مئات من طلاب الجامعات الذين يعيشون في سياتل، بالإضافة إلى عشرات من أفراد مجتمع توبا، أو شعب قم، أحد أكبر مجموعات السكان الأصليين في الأرجنتين.
قال المؤلف المشارك، هوراسيو دي لا إجليسيا: "لقد درسنا هذه المجتمعات لعدة سنوات، ولدينا علاقة مستمرة معهم".

وأضاف دي لا إجليسيا، أستاذ علم الأحياء بجامعة واشنطن: "يساعدنا بعض أعضاء المجتمعات كمساعدين ميدانيين، وكلهم متعاونون للغاية".

اقرأ أيضا:

من عجائب إكرام الضيف| أكل عنده الشافعي فأعتق الجارية فرحًا

وأجرت الدراسة، محادثات مع سكان قم، الذين ذكر بعضهم أن ليالي ضوء القمر كانت تُستخدم تقليديًا للصيد وصيد الأسماك، وكذلك للصداقة الحميمة المجتمعية.

قال كاسيراجي: "نظرًا لوجود الكثير من الأبحاث حول تأثيرات القمر على سلوك الحيوانات، اقترحت بعض دراسات النوم المختبرية أن نوم الإنسان قد يتأثر بالقمر، قررنا أن نجربه ونقوم بدراسته. في ظروف الحياة الواقعية".

وبينما توقع الباحثون أن يلاحظوا دورات نوم أقصر قليلاً في الليالي المقمرة، فقد فوجئوا عندما وجدوا أن الناس ينامون على الأقل في الليالي التي سبقت اكتمال القمر - وليس البدر نفسه.

وقال دي لا إجليسيا: "نعتقد أن السبب في ذلك هو أن توافر ضوء القمر خلال النصف الأول من الليل يكون بحد أقصى خلال هذه الليالي، ولكن ليس بالضرورة في الليالي التي تلي اكتمال القمر، لأن القمر يشرق في وقت لاحق كل ليلة".

وأظهرت البيانات الواردة من أجهزة مراقبة المعصم، أن الدورة القمرية كان لها التأثير الأكبر على أنماط نوم أفراد مجتمع توبا، الذين يعيش معظمهم بدون كهرباء.

لكن الباحثين فوجئوا عندما اكتشفوا أن أنماط نوم طلاب الجامعات في سياتل - الذين يتعرضون بانتظام لشاشات انبعاث الضوء الأزرق والتلوث الضوئي في المناطق الحضرية - قد تأثرت أيضًا بلمعان القمر وتضاءله.