قال مركز الفتوى بإسلام ويب: مرتكب الكبيرة المصر عليها حتى مات لا يخلد في النار ما دام موحدا، لكنه تحت المشيئة، إن شاء الله تعالى عفا عنه وإن شاء عذبه بذنوبه ثم مآله إلى الجنة
وأوضح مركز الفتوى أن توبة مرتكب الكبيرة مقبولة عند جميع طوائف المسلمين ـ من الخوارج وغيرهم ـ وإنما وقع الخلاف فيمن مات من غير توبة، قال ابن جزي: وتلخيص المذاهب أن الكافر إذا تاب من كفره غفر له بإجماع، وإن مات على كفره: لم يغفر له وخلد في النار بإجماع، وأن العاصي من المؤمنين إن تاب غفر له، وإن مات دون توبة فهو الذي اختلف الناس فيه.
وفي المواقف للإيجي: قالت المعتزلة والخوارج: صاحب الكبيرة إذا لم يتب عنها مخلد في النار ولا يخرج عنها أبدا.
وقال السفاريني: فطريق الخوارج: أن من ارتكب كبيرة من الذنوب، بل والصغيرة، لأن عندهم كل ذنب كبيرة نظرا لعظمة من عصي، وكل كبيرة كفر يخرج من الإيمان ويدخل الكفر ويخلد في النار، قالوا: لأنه لا يخلد في النار إلا الكفار.
وطريق المعتزلة: أنه يخرج من الإيمان ولا يدخل في الكفر، فهو في منزلة بين الكفر والإيمان، ومن أصول المعتزلة إثبات المنزلة بين المنزلتين ـ كما مر ـ ومع ذلك هو خالد مخلد في النار، مع قولهم أن مرتكبي الكبائر ليسوا بكفار، بل هم فساق مخلدون في النار، هذا كله عند الطائفتين إذا لم يتوبوا قبل معاينة الموت.