أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

ليس المهم كثرة الأعمال وحجمها.. أصلح نيتك أولاً.. بهذا دعا الإسلام

بقلم | محمد جمال حليم | الاحد 31 يناير 2021 - 06:40 م
العبرة في الإسلام ليست بكثرة الأعمال وحجمها فقط بل بنية من يفعل فمن يسعى لإعمار الكون بكل وسيلة يلزمه قبل كل شيء نية صالحة.
كما لا يتصور ثوابا لرجل يعمل عملا سيئا ثم يعلل بأن نيته صالح وقديما قيل النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد والنية السيئة تفسد العمال الصالح.
ومن تأكيد الإسلام على موضوع النية أن جعل مدار قبول الأعمال عليها فهي ركن في العبادات فلا يتصور عمل بلا نية  يقول صلى الله عليه وسلم : "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" فقبول العمل إذا مرهون بنية صالحه وكونه أتى به على الوجه المقبول شرعا بما لا يخالف فيه فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين.

تعدد النيات:
ومن اللطائف الجميلة أن يمكن أن تعمل عملا واحد وتنوي عليه أكثر من نية حسنة وتؤجر على قدر نياتك برغم أن العمل واحد .. وأيضا قد تعمل عملا كبيرا ونيتك فيه غير صالحة كأن فعلته خوفا أو رغبة في الثناء فيصير عملا هباء لا وزن له عند الله.
ومن يتتبع فعل الصحابة رضوان الله عليهم يجد كيف كانوا حريصين على تأكيد نياتهم من العمل فلا يقدمون على عمل إلا بنية ما الدفع الذي يدفعهم لعمل هذا العمل أو قول هذا القول فإن الله ورسوله أقدموا وإلا تراجعوا.. كذا الفقهاء فرعوا الكثير جدا من المسائل الفقهية على مفهوم النية وما يريده الفاعل من فعله فمن ترك شيئا لله يظنه حراما، ثم بان أنه حلال، فإنه يثاب على نيته، ومن فعله شيئا يظنه حراما فبان أنه حلال، فإنه يأثم بنيته، فالنيات والقصود معتبرة.

اعتبار النية عند الفقهاء:
يقول ابن القيم رحمه الله: "لو جامع أجنبية يظنها زوجته أو أمَته لم يأثم بذلك ، وقد يُثاب بنيته أم لو جامع في ظلمةٍ من يظنها أجنبية ، فبانت زوجته أو أمَته : أثم على ذلك ، بقصده ونيته للحرام ولو أكل طعامًا حرامًا ، يظنه حلالًا : لم يأثم به  ولو أكله وهو حلال ، يظنه حرامًا وقد أقدم عليه : أثِم بنيته وكذلك لو قتل مَنْ يظنه مسلمًا معصومًا ، فَبَانَ كافرًا حربيًا : أثم بنيته.

أهمية النية:
فالنية إذا هي روح العمل ، ولبّه وقوامه، وهو تابع لها ؛ يصح بصحتها ، ويفسد بفسادها.
والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قد قال كلمتين ، كَفَتَا وشَفَتَا ، وتحتهما كنوز العلم ، وهما قوله: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) فبيّن في الجملة الأولى : أن العمل لا يقع إلا بالنية، ولهذا لا يكون عمل إلا بنية ثم بيّن في الجملة الثانية : أن العامل ليس له من عمله إلا ما نواه ، وهذا يعمُّ العبادات والمعاملات والأيمَان والنذور وسائر العقود والأفعال".
يقول السيوطي رحمه الله: "لو تعاطى فعل شيء مباح له، وهو يعتقد عدم حله، كمن وطئ امرأة يعتقد أنها أجنبية، وأنه زان بها، فإذا هي حليلته، أو قتل من يعتقده معصوما، فبان أنه يستحق دمه، أو أتلف مالا لغيره، فبان ملكه:
قال الشيخ عز الدين: يجري عليه حكم الفاسق لجرأته على الله؛ لأن العدالة إنما شرطت لتحصل الثقة بصدقه، وأداء الأمانة، وقد انخرمت الثقة بذلك، لجرأته بارتكاب ما يعتقده كبيرة.
قال: وأما مفاسد الآخرة فلا يعذب تعذيب زان ولا قاتل، ولا آكل مالا حراما لأن عذاب الآخرة مرتب على ترتب المفاسد في الغالب، كما أن ثوابها مرتب على ترتب المصالح في الغالب، قال: والظاهر أنه لا يعذب تعذيب من ارتكب صغيرة؛ لأجل جرأته وانتهاك الحرمة؛ بل عذابا متوسطا بين الصغيرة والكبيرة.

الحاصل:
وعليه، فتحسين النية هو المعول عليه لا الشكل كما يزعم البعض ففي الحديث: إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ".

الكلمات المفتاحية

أهمية النية اعتبار النية عند الفقهاء تعدد النيات

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled العبرة في الإسلام ليست بكثرة الأعمال وحجمها فقط بل بنية من يفعل فمن يسعى لإعمار الكون بكل وسيلة يلزمه قبل كل شيء نية صالحة.