كثير من الناس، يحتار بماذا يسأل الله عز وجل أثناء السجود في الصلاة، خصوصًا صلاة الفجر.. إذن حتى لا تحتار في الكثير من الكلام الذي قد لا يفيد، وربما من الأساس لا يطيل الإمام السجود، فلا تستطيع الانتهاء من الدعاء سريعًا.. فترى بعض الناس، يحتار أيسأل الله عن الرزق أم الهداية، أم الذرية.. أم.. أم.. وهكذا من أمور الدنيا والآخرة.

السيدة عائشة أم المؤمنين تعلمنا بضع كلمات نقلتها عن خير الأنام، وتعلمنا كيف نستغل وقت السجود في دعاء شامل كامل، يتضمن كل حياتنا، وعسى أن يستجيب الله عز وجل، ففيه كل صالح الحياة والآخرة.. فعن أم المؤمنين عائشة أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكلمه في حاجة وعائشة تصلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة: عليك بالجوامع والكوامل، قولي: اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك مما سألك منه محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك مما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشدا.

اقرأ أيضا:

تسييس خلافات الصحابة والجرأة عليهم..هذه هي خطورتها

لذة السجود

في السجود لذة لا يعملها ولا يدركها إلا من أحب السجود لله عز وجل في كل الأوقات، ولم يفوت وقتًا واحدًا، لكن من يريد التحقق من ذلك، أي لذة السجود، فليأخذ باله مما يقول أثناء السجود، ومن ذلك ما كان يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ».. وأيضًا ينقل عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول في سجوده: «اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِيَ لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسنُ الْخَالِقينَ».. وما ذلك إلا لأن في السجود غاية الخضوع؛ حيث يضع المصلي أشرف أعضائه الظاهرة "وجهه" على أذل شيء في الوجود "الأرض".. لكن هنا الفرحة كلها، تأكيدًا لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه كلها فوضعت على رأسه، فكلما ركع أو سجد تساقط عنه».