في مثل هذا اليوم ولد علم من اأعلام مصر والعالم الإسلامي والعربي.. إنه الشيخ محمد الراوي الذي لم يكد من يسمعه يخطئه لتميز نبرة صوته ورقة ألفاظها مع جرأته النادرة.
حفظ الشيخ الراوي القرآن الكريم في سن مبكرة في القرية، تقدم للدراسة في معهد أسيوط الأزهري يوم كانت المعاهد الأزهرية لا تقبل الطالب في السنة الأولى إلا بحفظ القرآن الكريم كله. ويبقى الطالب في المعهد تسع سنوات، أربع سنوات في القسم الابتدائي وخمس سنوات في القسم الثانوي، وبعد الانتهاء من الدارسة في معهد أسيوط تقدم إلى كلية أصول الدين بالقاهرة وحصل منها على الشهادة العالية عام 1954م ثم حصل على الشهادة العالمية مع تخصص التدريس من كلية اللغة العربية – جامعة الأزهر عام 1956م
مسيرته الشيخ محمد الراوي العملية:
بعد تخرجه عمل بقسم الدعوة في وزارة الأوقاف، ثم أصبح مفتشا عاما في مراقبة الشؤون الدينية بعد مسابقة عامة لجميع المفتشين كان ترتيبه الأول على الناجحين ثم نقل بعدها إلى مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة وعمل بالمكتب الفني بالمجمع، ثم ابتعث من قبل الأزهر الشريف إلى نيجيريا لتدريس اللغة العربية وعلوم القرآن.
عمل بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض واستمر بها مدة تزيد على خمس وعشرين سنة، وقد ساهم في إنشاء المعهد العالي للدعوة الإسلامية وقام بإلقاء المحاضرات فيه وأشرف على بعض رسائل الماجستير للذين أكملوا الدراسة فيه، كما أشرف على كثير من الرسائل العلمية ما بين ماجستير ودكتوراه في كلية أصول الدين وغيرها من كليات الجامعة.
واشترك في مناقشة كثير من الرسائل العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة أم القرى بمكة المكرمة، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة الملك سعود.
إنتاج الشيخ محمد الراوي العلمي:
ترك للمكتبة العربية والإسلامية الكثير من الكتب منها الدعوة الإسلامية دعوة عالمية (مجلد كبير) طبع عدة مرات كلمة الحق في القرآن الكريم – موردها ودلالتها (مجلدان) طبع أكثر من مرة.حديث القرآن عن القرآن القرآن الكريم والحضارة المعاصرة (كتيب مطبوع)
القرآن والإنسان والرسول في القرآن الكريم والرضا ومنهج الأنبياء في الدعوة إلى الله (مخطوط)
كان خلقه القرآن (مخطوط) وغير ذلك .
المرأة في القرآن الكريم (مخطوط)
إسهامات الشيخ محمد الراوي العلمية:
ألقى الشيخ الكثير من لمحاضرات العامة في بيان هداية القرآن الكريم ومقاصده لمدة خمس سنوات في نيجيريا، تعددت وتنوعت المحاضرات في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية ومن محاضراته وحدة المسلمين في مواجهة الأخطار – سبيلها وغايتها والقرآن الكريم بين الدراسة والتطبيق مكانة الآمة الإسلامية في تحقيق السلام العالمي والمسلمون بين ثبات القرآن ووثبات المدنية وقضية السلام في ميزان الإسلام وغير ذلك الكثير.
وكان رحمه الله ضيف على العديد من البرامج الدينية في بعض القنوات والمحطات الفضائية وعمل مقدمة للمصحف الوثائقي الذي جمعته إذاعة القرآن بالقاهرة، فجمع بين القراء القدامى ووصل بينهم في مصحف متكامل بلا انقطاع، وقد طُلب منه عمل مقدمة لما يتلى في كل صباح من إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة، وقد تم ذلك حيث اكتمل تسجيل 392 حلقة تذاع يوميا قبل تلاوة القرآن في إذاعة القرآن بالقاهرة بصورة دائمة.
وفاة الشيخ محمد الراوي:
وظل الشيخ رحمه الله يوالي جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية بعامة حتى لقي ربه فجر يوم الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك، 7 رمضان 1438 هـ الموافق 2 يونيو 2017م وصلي عليه الآلاف صلاة الجنازة في الأزهر الشريف بعد صلاة الجمعة بمشاركة عدد من علماء الأزهر بينهم الدكتور محمد عمارة والدكتور نصر فريد واصل ويرهما الكثير من العلماء وطلاب العلم.