بقلم |
عامر عبدالحميد |
الاحد 21 يوليو 2024 - 11:14 ص
التوبة والمغفرة بيد الله ،ورحمته وسعت كل شيء ، حيث جاء في الحديث : " رحمتي سبقت غضبي". وقد ورد الكثير من الحكايات التي تفيد وتكشف عن رحمة الله بخلقه، ومنها: 1-قال احد التابعين: " كنت أختلف إلى الشام في تجارة، ومعظم ما كنت أختلف من أجل الصحابي أبي أمامة فإذا فيها رجل من قيس من خيار المسلمين. يقول: فكنت أنزل عليه ومعنا ابن أخ له مخالف , يأمره وينهاه ويضربه فلا يطيعه , فمرض الفتى فبعث إلى عمه فأبى أن يأتيه. قال: فأتيته به حتى أدخلته عليه , فأقبل عليه يسبّه ويقول: أي عدو الله الخبيث , ألم تفعل كذا؟ ألم تفعل كذا؟ قال: أفرغت أي عم؟ قال: نعم، قال: أرأيت لو أن الله عز وجل دفعني إلى والدتي , ما كانت صانعة بي؟ قال: إذا والله كانت تدخلك الجنة , قال: فوالله لله أرحم بي من والدتي , فقبض الفتى. قال: فدخلت القبر مع عمه, فخطّوا له خطا ولم يلحدوا , قال: فقلنا: باللبن فسويناه , قال: فسقطت منه لبنة , فوثب عمه وتأخر , قلت: ما شأنك؟ قال: ملئ قبره نورا , وفسح له فيه مد البصر ". وحكى الحسين بن علي، عن رجلا قال : " كان لي ابن أخت مرهق، فمرض , فأرسلت إلي أمه , فأتيتها فإذا هي عند رأسه تبكي. فقال: يا خالي , ما يبكيها؟ قلت: ما تعلم منك , قال: أليس إنما ترحمني؟ قلت: بلى , قال: فإن الله عز وجل أرحم بي منها، فلما مات أنزلته القبر مع غيري , فذهبت أسوي لبنة فاطلعت في اللحد؛ فإذا هو مد البصر، فقلت لصاحبي: هل رأيت ما رأيت؟ قال: نعم فليهنك ذلك، فظننت أنه بالكلمة التي قالها ". 3- ويقول أحد الوجهاء: " خرجت يوما أريد المقابر، فإذا بثلاثة نفر يحملون جنازة ومعهم امرأة , قال: فحملت معهم حتى انتهينا إلى المقابر، فقلت: صلوا على صاحبكم , فقالوا: أنت فصل عليه، فإنما نحن حاملون. قال: فصليت عليه، ودفناه , فبينما أنا قاعد إذ غلبتني عيناي , فأريت في منامي , فقيل لي: قد غفر الله للميت , قال: فانتبهت فزعا , فسألت عن أمره، فقيل: سل المرأة فهي أمه , فسألتها، فقالت: ما تريد إلى ذلك؟ فأخبرتها , فحمدت الله. وقالت: كان ابني مسرفا على نفسه , فلما احتضر قال: يا أمه ألصقي خدي بالتراب، ففعلت , فقال: ضعي قدميك عليه , واستوهبيني من ربي لعله أن يرحمني , واقلعي فص خاتمي؛ فإن فيه لا إله إلا الله , فاجعليه في كفي , لعل ذلك ينفعني. حكم ومواعظ: 1-قال سفيان الثوري رحمه الله: «ما أحب أن حسابي جعل إلى والدي؛ ربي خير لي من والدي». 2- " كان شاب به رهق فاحتضر , فقالت له أمه: أي بني، توصي بشيء، قال: نعم , خاتمي لا تسلبينيه؛ فإن فيه ذكر الله عز وجل , لعل الله أن يرحمني , قال: فمات فرئي في النوم , فقال: أخبروا أمي بأن الكلمة قد نفعتني، وأن الله عز وجل قد غفر لي ". 3- مرض أعرابي، فقيل له: إنك تموت , قال: وأين أذهب؟ قالوا: إلى الله عز وجل , قال: فما كراهتي أن أذهب إلى من لا أرى الخير إلا منه .