كثير منا يتصور نفسه متوازن نفسيًا، رغم أنه يمر بحالة عدم توازن، ويبدو عليه الأمر واضحًا تمامًا، وإذا ناقشته في الأمر يجادلك كثيرًا، ولا تخرج بشيء.. إذن لكي تعرف عزيزي الإنسان، هل أنت متوازن نفسيًا أم لا، عليك بقراءة الشروط التالية التي يجب توافرها حتى تضمن توازنك النفسي:


بداية، المتوازن نفسيًا، لا يرى غضاضة في مدح الآخرين، بينما من الصعوبة بمكان أن يمتدح نفسه.. تراه دائمًا مبتسمًا، وهي صفة أساسية في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان دائم الابتسامة للجميع، فعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه قال: «ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي»، كأنها رسالة من شخص متزن نفسيًا جدًا، إلى الناس كافة، بأن الابتسامة دعوة إلى الثقة وفتح المجال للمحبة والمودة، وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الناس ويتمنى لو أن أحدًا من البشر لم يمت إلا على دين التوحيد.

الثقة في النفس

أيضًا المتوازن نفسيًا، لا يرفع من صوته أثناء الحديث، ولا يستأثر بالحديث لنفسه فقط طوال الجلسة، وإنما يترك متعمدًا الحديث للناس، ليسمعهم، وردوده تكون في غاية الاختصار والحجة والدليل.. تراه ينصت باهتمام، كأنه لا يفهم الأمر، مع أنك لو سألته لعلمت أنه قد يفهم أكثر من الجميع، لكن ثقته في نفسه تجعله ينتظر انتهاء الحديث الجميع.. هكذا كان سيدنا عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما، لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشجرة المباركة، كان يعلم الإجابة بأنها النخلة، لكنه آثر الصمت، من ناحية ثقة في نفسه، ومن ناحية أخرى احترامًا لمن حضر، لأن الموجودين كانوا أكابر الصحابة، فامتنع عن الإجابة حتى لا يرد في حضورهم.. نِعم التربية والتأدب.. ولما لا وهو الذي تربى في بيت الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، وتحت رعاية خير البشر صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضا:

هل نسامح من آذانا أم ننتقم لأنفسنا؟

الفكاهة

أيضًا المتوازن، دائمًا ما يحمل حس الفكاهة، لكن دون أي سخرية من أحد… تراه يعمد إلى مساعدة الناس دون انتظار كلمة شكر من أحد.. فحينما تحتاجه تجده.. كما أنه دائمًا ما يكون صادقًا في نصحه، وينسب الفضل لأهله مهما كان، ولا يجد حرجًا في ذلك.. يشجع الناس على النجاح، ولا يغير ممن ينجح في عمله وحياته، فإذا كنت تتصف بأحدهم فأنت لاشك متوازن نفسيًا.