أخبار

ملعقة من بذور الكتان تحميك من خطر الإصابة بأمراض القلب

مع الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة.. كيف تقي نفسك ضربة الشمس؟

مع ارتفاع درجة الحرارة احرص على هذه العبادة الرائعة.. سقي الماء

ما الذي يسبب حصوات الكلى وهل تحتاج لعملية جراحية؟

دعاء عظيم في زمن الفتن والحروب

أنا فتاة متدينة وفعلت جرمًا عظيمًا ثم أصبت بمرض شديد.. هل هذه عقوبة من الله؟

اللاءات التسعة في سورة ”الكهف.. تعرف عليها لتصحيح منهج حياتك والفوز بالجنة

الدعاء عندما يشتد بك البلاء وتقع عليك المصيبة

"وعلى ربهم يتوكلون".. اجعلها ذخرًا لك حتى الموت

لمن ارتدت الحجاب في رمضان وخلعته بعده؟.. تعرفي على الحكم الشرعي

"مروان بن الحكم".. مغامر أنقذ دولة وقتلته امرأة

بقلم | أنس محمد | الاحد 07 فبراير 2021 - 12:51 م


تجمع سيرة مروان بن الحكم أحد أقوى خلفاء الدولة الأموية، ومؤسسها الثاني بعد الصحابي معاوية بن أبي سفبان، بين المتناقضات الكثيرة من المكر والدهاء وبين الشهامة، وبين القوة والشجاعة وبين الضعف، وبين قوة الشخصية ومهابة الركن وبين تجرؤ امرأته عليه والتي نسبت لها أغلب الروايات دورها في قتل مروان بوسادة جثمت بها على أنفاسه حتى توفي.

فبعد وفاة معاوية بن يزيد اضطرب أمر بني أمية اضطرابًا شديدًا، وكادت دولتهم أن تذهب لولا أن تداركوا أمرهم فيما بينهم، وعندئذ احتفظوا بدولتهم وهو ما جعل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما يعلن تنصيب نفسه خليفة في مكة، وبدأت البيعة تأتيه من سائر الأقاليم حتى من بلاد الشام ذاتها مركز ثقل الأمويين، فقد انقسم أهلها إلى فريقين: فريق مال إلى ابن الزبير وهم القيسيون بزعامة الضحاك بن قيس، والفريق الآخر ظل على ولائه للأمويين وهم اليمنيون في الشام بزعامة حسان بن مالك الكلبي.

وكان مروان وبنوه في المدينة عند وفاة يزيد بن معاوية فأخرجهم منها عبد الله بن الزبير، فرحلوا إلى الشام، فلما وصلوها وجدوا الأمر مضطربًا والانقسامات على أشدها، مما جعل مروان يفكر في العودة إلى الحجاز ومبايعة ابن الزبير.

وبينما مروان يدير هذه الفكرة في رأسه، وصل إلى الشام عدد من رجال بني أمية البارزين أمثال الحصين بن نمير السكوني، الذي كان يحاصر الزبير في مكة، وعبيد الله بن زياد الذي كان في البصرة عند وفاة يزيد فاضطرب عليه الأمر، وعندما عجز عن السيطرة عليه هرب متخفيًا إلى الشام، وكان وصول هذين وأمثالهما إلى الشام نقطة تحول في تاريخ الدولة الأموية.

فلو تأخر وصول هذين الشخصين لكان قد ذهب مروان لمبايعة ابن الزبير؛ وكان في ذلك نهاية الدولة الأموية، ولكن هؤلاء الرجال عملوا على إنقاذ الموقف واستحثوا عزيمة الأمويين واستثاروا حميتهم وبخاصة مروان الذي قال له عبيد الله بن زياد -حينما علم بزعمه على مبايعة ابن الزبير-: "قد استحييت لك من ذلك، أنت كبير قريش وسيدها تمضي إلى أبي خبيب -يقصد ابن الزبير- فتبايعه. فقال مروان: ما فات شيء بعد".

ومنذ تلك اللحظة تَطَلَّع مروان إلى الخلافة، ولكن الأمر لم يكن سهلاً ميسورًا فقد واجهته عدة صعوبات، فقد كان القيسيون بالشام قد بايعوا لابن الزبير، كما أن اليمنيين -أنصار بني أمية- كانوا منقسمين إلى فريقين: فريق يميل إلى بيعة خالد بن يزيد بن معاوية، ويتزعمه حسان بن مالك بن مجدل الكلبي، ومالك بن هبيرة السكوني، والفريق الآخر يميل إلى بيعة مروان، ويتزعمه روح بن زنباع الجذامي والحصين بن نمير السكوني، ومعهم عبيد الله بن زياد.


من هو مروان بن الحكم؟


هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، أبو عبد الملك ويقال: أبو الحكم، ويقال: أبو القاسم، وهو صحابي عند طائفة كثيرة لأنه وُلِدَ في حياة النبي ، أما ابن سعد فقد عَدَّه في الطبقة الأولى من التابعين.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا في صلح الحديبية، والحديث في صحيح البخاري عن مروان والمسور بن مخرمة، كما روى مروان عن عمر وعثمان، وكان كاتبَه -أي كان كاتب عثمان- وروى عن علي وزيد بن ثابت، وبسيرة بنت صفوان الأزدية، وكانت خالته وحماته.

وروى عنه ابنه عبد الملك وسهل بن سعد، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعلي بن الحسين (زين العابدين) ومجاهد وغيرهم.



مروان وإنقاذ خلافة بني أمية:


تراجع مروان بن الحكم عن فكرة دعم بن الزبير ومبايعته، وكان من المفترض أن يتولى خالد بن يزيد الحكم بعد وفاة أبيه، وكان توحيد موقف أنصار الأمويين هو نصف الطريق إلى النجاح في وصول مروان للحكم، بعد مناقشات ومداولات، وكان حُجَّتُهُم في ذلك أن خالد بن يزيد لا يزال صغيرًا، وليس ندًا لابن الزبير، فقد قالوا لمعارضيهم: "لا والله لا تأتينا العرب بشيخ -يقصدون ابن الزبير- ونأتيهم بصبي" فاتفقوا على حل يرضي الجميع وهو أن تكون البيعة بالخلافة لمروان، ثم من بعده لخالد بن يزيد، ومن بعده لعمرو بن سعيد الأشدق، واتفقوا على عقد مؤتمر في الجابية لإنهاء المشكلة.

وحقق أنصار مروان أول نجاح لهم بالاستيلاء على دمشق وطرد عامل الضحاك عنها، ثم عبَّأ مروان أنصاره من قبائل اليمن في الشام كلب وغسان والسكاسك والسكون وجعل على ميمنته عمرو بن سعيد، وعلى ميسرته عبيد الله بن زياد واتجه إلى مرج راهط؛ دمشق القديمة، فدارت المعركة الشهيرة التي حسمت الموقف في الشام لبني أمية ومروان حيث هُزِمُ القيسيون أنصارُ بن الزبير، وقُتِلَ زعيمهم الضحاك بن قيس، وعدد من أشرافهم واستمرت المعركة حوالي عشرين يومًا وكانت في نهاية سنة 64هـ، وقيل في المحرم سنة 65هـ.

وبعد أن استقرت الأمور لمروان في بلاد الشام، توجه نحو مصر لاستردادها من عامل ابن الزبير عبد الرحمن بن جحدم، وعندما علم ابن جحدم بقدوم مروان بدأ يستعد لقتاله فحفر خندقًا حول الفسطاط، فنزل مروان في عين شمس، فاضطر ابن جحدم إلى الخروج إليه فتحاربا فترة، ثم رأيا أن يتهادنا ويتصالحا حقنًا للدماء فاصطلحا على أن يُقِرَّ مروان ابن جحدم على حكم مصر، ودخل مروان مصر في غُرَّة جمادى الأولى سنة 65هـ، وسرعان ما تحرَّر مروان من عهده لابن جحدم؛ فعزله وفتح خزانته وأعطى الناس فسارعوا إلى بيعته.

وأقام مروان بن الحكم في مصر نحو شهرين ثم غادرها في أول رجب سنة 65هـ بعد أن وطَّد أمورها وأعادها ثانية للحكم الأموي، كما ولَّى عليها ابنه عبد العزيز وزوَّده بالنصائح المهمة، ثم قفل راجعًا إلى بلاد الشام.

ومع كل المكر الذي اشتهر به مروان بن الحكم، كان قارئًا لكتاب الله، فقيهًا في دين الله، شديدًا في حدود الله، ومن أجل ذلك ولاه معاوية قبل وفاته على المدينة غير مرة، وأقام للناس الحج في سنين متعددة.

كما كان مروان قضَّاء يتتبع قضايا عمر بن الخطاب ، وكان جوادًا كريمًا فقد روى المدائني عن إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد أن مروان أسلف علي بن الحسين -رضي الله عنهما- حين رجع إلى المدينة بعد مقتل الحسين ستة آلاف دينار، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه عبد الملك أن لا يسترجع من علي بن الحسين شيئًا، فبعث إليه عبد الملك بذلك فامتنع من قبولها، فألح عليه فقبلها، وقال: الشافعي: إن الحسن والحسين كان يصليان خلف مروان ولا يعيدانها، ويعتدان بها.



وفاة مروان بن الحكم:


توفي مروان بن الحكم بدمشق لثلاثٍ خلون من شهر رمضان سنة 65هـ، وهو ابن ثلاث وستين سنة، وصلى عليه ابنه عبد الملك.

قال بن سعد في سبب وفاته: " كان مروان بن الحكم دائماً ما يهزأ من ابن زوجته خالد بن يزيد بن معاوية، بعدما تزوج مروان بأمه، فاشتكى خالد بن يزيد، لأمه من تعمد استهزاء مروان منه، كما كان مروان قد عقد لولديه عبد الملك وعبد العزيز بعده ، وزهد الناس في خالد بن يزيد بن معاوية ، ووضع منه ، وسب مروان بن الحكم خالد بن يزيد يوما، فأبلغ أمه، فأضمرت الزوجة لزوجها الشر ، فنام مروان ، فوثبت في جواريها ، وغمته بوسادة قعدن على جوانبها ، فتلف ، وصرخن ، وظن أنه مات فجاءة.

وقيل إن مروان بن الحكم مات بالطاعون .



الكلمات المفتاحية

مروان بن الحكم خلافة بني أمية وفاة مروان بن الحكم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تجمع سيرة مروان بن الحكم أحد أقوى خلفاء الدولة الأموية، ومؤسسها الثاني بعد الصحابي معاوية بن أبي سفبان، بين المتناقضات الكثيرة من المكر والدهاء وبين ا